أعلنت مجموعة كيرينغ للسلع الفاخرة يوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025 تعيين فرانتشيسكا بيليتيني رئيسة ومديرة تنفيذية لعلامة غوتشي، خلفاً لستيفانو كانتينو الذي شغل المنصب لتسعة أشهر فقط، في أول خطوة إدارية مهمة للرئيس التنفيذي الجديد لوكا دي ميو منذ توليه منصبه الأسبوع الماضي.
قرار استراتيجي لإنعاش العلامة الرائدة
أكد دي ميو أن هذا التعيين يأتي ضمن استراتيجية واضحة لإعادة هيكلة الشركة، قائلاً: “في هذه اللحظة المحورية، أعتزم بناء منظمة أكثر انسيابية ووضوحاً حيث أفضل المواهب تقود علاماتنا إلى الأمام”. وأضاف: “غوتشي، باعتبارها العلامة الرائدة لمجموعتنا، تستحق أحد التركيز، وفرانتشيسكا – إحدى أكثر المهنيات خبرة واحتراماً في صناعتنا – ستجلب القيادة والتنفيذ الخالي من العيوب اللازمين لإعادة العلامة إلى مكانتها المناسبة”.
تمثل هذه الخطوة محاولة جادة لمعالجة التراجع في أداء غوتشي، التي شهدت انخفاضاً في المبيعات بنسبة مزدوجة الرقم خلال العامين الماضيين بعد فترة نمو قوي قبل الجائحة. في الربع الأخير، انخفضت مبيعات غوتشي بنسبة 25%، مما جعل إنعاش العلامة أولوية قصوى للإدارة الجديدة.
خبرة عريقة وتاريخ حافل في كيرينغ
تتمتع بيليتيني (الإيطالية الجنسية) بخبرة واسعة في صناعة الأزياء الفاخرة، حيث بدأت مسيرتها المهنية في القطاع المصرفي قبل أن تنتقل إلى عالم الموضة. انضمت إلى كيرينغ عام 2003 كمديرة التخطيط الاستراتيجي ومديرة مشاركة للتجارة العالمية في غوتشي.
في عام 2008، انتقلت إلى بوتيغا فينيتا، حيث أصبحت مديرة التجارة والاتصالات العالمية في 2010. ثم عُينت رئيسة ومديرة تنفيذية لسان لوران في 2013، وهو المنصب الذي حققت فيه أداءً قوياً وزخماً كبيراً للعلامة. في سبتمبر 2023، أصبحت نائبة الرئيس التنفيذي لكيرينغ المسؤولة عن تطوير العلامات التجارية، وتولت الإشراف على مجموعة من العلامات تشمل سان لوران وبالنسياغا وبوتيغا فينيتا.
إلغاء منصب نائب الرئيس التنفيذي
كجزء من إعادة الهيكلة الجديدة تحت قيادة دي ميو، ستُلغى منصبا نائب الرئيس التنفيذي اللذان كانا يشغلهما بيليتيني وجان مارك دوبليكس، الذي سيستمر في منصبه كرئيس العمليات للمجموعة. هذا القرار يأتي استجابة لمطالب المحللين والمستثمرين بتوضيح الأدوار والمسؤوليات ضمن الفريق التنفيذي لدي ميو.
وفقاً للمحللين، فإن وجود نائبين للرئيس التنفيذي كان يخلق بعض الالتباس في الهيكل الإداري، وأصبح غير ضروري بعد تعيين دي ميو لقيادة عملية إعادة الهيكلة.
تحديات غوتشي والحاجة للانتعاش
تواجه غوتشي، التي حققت عائدات تزيد عن 10 مليارات يورو في ذروتها عام 2022، تحديات كبيرة في السنوات الأخيرة. العلامة شهدت تغييرات في التصميم والإدارة أثرت سلباً على أدائها، مما جعل إعادة إحيائها أولوية استراتيجية لكيرينغ.
بيليتيني لعبت دوراً محورياً في العديد من القرارات الاستراتيجية الأخيرة، بما في ذلك تعيين كانتينو السابق الذي جاء من لويس فويتون، وتعيين ديمنا كمدير إبداعي جديد. العرض الأول لديمنا على المنصة مُقرر للربيع المقبل، رغم أن بعض تصاميمه ستتوفر في متاجر غوتشي المختارة فور الكشف عن مجموعته الأولى من خلال فيلم في أسبوع الموضة.
رؤية بيليتيني المستقبلية
عبرت بيليتيني عن حماسها للتحدي الجديد قائلة: “إنني فخورة حقاً بتولي المسؤولية المباشرة عن غوتشي، إحدى دور الأزياء الفاخرة الأكثر شهرة في العالم”. وأضافت: “أتطلع للعمل تحت قيادة لوكا دي ميو، الذي تلهمنا رؤيته المبتكرة والجديدة لتجاوز الحدود. أنا متحمسة للشروع في هذا التحدي الجديد مع الفريق بأكمله في غوتشي وإلى جانب ديمنا، الذي طالما أعجبت بإبداعه”.