حذرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، من أن استثمارات الذكاء الاصطناعي المتزايدة قد تساهم في توسيع الفجوة الاقتصادية بين الدول المتقدمة والفقيرة.
وأكدت غورغييفا، خلال الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدولي في واشنطن، أن الدول الغنية مجهزة بشكل أفضل بكثير للاستفادة من فوائد الذكاء الاصطناعي مقارنة بالاقتصادات النامية التي تفتقر إلى البنية التحتية الرقمية الملائمة.
غورغييفا: الذكاء الاصطناعي قد يصبح مصدراً للتباعد داخل البلدان
وقالت غورغييفا في مؤتمر صحفي: «الخطر الذي نراه هو أننا قد ننتهي في عالم تزداد فيه الإنتاجية بفضل الذكاء الاصطناعي، لكنه أيضاً يصبح مصدراً للتباعد داخل البلدان وعبرها»، وأضافت أن «الدول ليس لديها وقت كبير للاستعداد للذكاء الاصطناعي، ويجب عليها التحرك الآن”.
أشارت مديرة صندوق النقد إلى أن الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي تتركز بشكل كبير في الولايات المتحدة، التي تستحوذ على حصة الأسد من الاستثمار والابتكار في هذا المجال.
وأوضحت أن دولاً ناشئة مثل الصين وبعض دول الخليج تمتلك أيضاً قدرات ملحوظة، لكن الدول ذات الدخل المنخفض تتأخر بشكل كبير.
صندوق النقد الدولي: الاستثمار في الذكاء الاصطناعي سيضيف ما بين 0.1% و0.8%
ووفق تقديرات صندوق النقد الدولي، قد يضيف الاستثمار العالمي المتسارع في الذكاء الاصطناعي ما بين 0.1% و0.8% إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي على المدى المتوسط.
وقالت غورغييفا: «تذكروا أننا عالقون عند نمو بنسبة 3%، فإذا تمكن الذكاء الاصطناعي من دفع هذا النمو إلى الأعلى، فسيكون ذلك مهماً جداً للعالم”.
صندوق النقد الدولي طور مؤشراً لجاهزية الدول في الذكاء الاصطناعي
وقد طور صندوق النقد مؤشراً لجاهزية الذكاء الاصطناعي يقيّم 174 دولة بناءً على أربعة معايير أساسية.
الأول هو البنية التحتية الرقمية، والثاني مهارات سوق العمل، والثالث الابتكار وكيفية اختراق الذكاء الاصطناعي لقطاعات مثل النقل والزراعة والرعاية الصحية، والرابع هو التنظيم والأخلاقيات.
غورغييفا: المجال الذي يعاني العالم أكبر قصور فيه هو التنظيم والأخلاقيات
وأوضحت غورغييفا أن «المجال الذي يعاني العالم أكبر قصور فيه هو التنظيم والأخلاقيات»، وأضافت: «الأساس التنظيمي والأخلاقي للذكاء الاصطناعي الذي سيشكل مستقبلنا لم يوضع بعد». وأشارت إلى أن الاقتصادات المتقدمة وبعض الأسواق الناشئة تتركز في الثلث الأعلى من التصنيف، بينما تتجمع الدول منخفضة الدخل في الأسفل.
وحثت مديرة صندوق النقد منظمات المجتمع المدني على «قرع أجراس الإنذار في بلدانها»، محذرة من أن «البقاء ساكنين يعني التراجع»، ودعت البلدان النامية والأسواق الناشئة إلى التركيز على توسيع البنية التحتية الرقمية وتطوير المهارات كأولوية أولى للنجاح.