أصدر قصر الإليزيه، تكليفاً رسمياً للرئيس المستقيل للحكومة، سيباستيان ليكورنو، باستئناف المحادثات مع الأحزاب السياسية بغرض تأمين «منصة عمل واستقرار» للبلاد بحلول الأربعاء مساءً.
وجاء في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية أن الرئيس إيمانويل ماكرون طلب من ليكورنو «مواصلة النقاش وتقديم مقترحات ملموسة بحلول مساء الأربعاء، ليتمكن من استخلاص كل الاستنتاجات اللازمة» حول إمكانية تشكيل حكومة قادرة على نيل ثقة البرلمان، بحسب رويترز.
ليكورنو يقبل طلب ماكرون لإجراء مشاورات نهائية مع مختلف القوى السياسية
وقال ليكورنو في تغريدة عبر منصة X إنه «قبل طلب رئيس الجمهورية» للانخراط في مشاورات نهائية مع مختلف القوى السياسية «من أجل استقرار البلاد»، مؤكداً عزمه إخطار الرئيس بنتائج هذه المحادثات الأربعاء.
تأتي هذه الخطوة عقب استقالة ليكورنو هو وحكومته في صباح الاثنين، بعد ساعات قليلة من تقديمه تركيبة وزارية أثارت رفضاً واسعاً من أحزاب اليمين واليسار على حد سواء.
وقد اعتبر المعارضون أن التركيبة الحكومية لم تحمل أي تغيير جوهري عن حكومة سلفه فرانسوا بايرو، التي سقطت إثر تصويت نواب اليمين واليسار على طلب الثقة في سبتمبر الماضي.
مقربون من ماكرون: الرئيس “سيتحمل المسؤولية كاملة”
بدوره، أوضح مقربون من ماكرون أن الرئيس «سيتحمل المسؤولية كاملة» إذا فشلت النقاشات التي يقودها ليكورنو في التوصل إلى نتيجة قابلة للتطبيق، دون استبعاد أي خيار من خياراته الدستورية، بما في ذلك الدعوة إلى انتخابات مبكرة أو تشكيل حكومة جديدة برئاسة شخصية أخرى.
انهيار ثلاث حكومات متتالية دون أن تنال دعماً كافياً لتمرير ميزانية 2025
وقد شهدت الأسابيع الماضية أزمة سياسية غير مسبوقة منذ تأسيس الجمهورية الخامسة عام 1958، إذ انهارت ثلاث حكومات متتالية دون أن تنال دعماً كافياً لتمرير ميزانية 2025، في ظل تشتت البرلمان بين كتلة اليسار المتطرف واليمين المتطرف وتكتل الوسط المحافظ.
ويعول ماكرون على هذه المشاورات الأخيرة لكسر جمود الأوضاع وضمان مرور الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية الضرورية التي تواجه معارضة شديدة من النواب.
وفي ظل ارتفاع الدين العام إلى نحو 115% من الناتج المحلي الإجمالي وانكماش الثقة الاقتصادية، يحرص قصر الإليزيه على تلافي انهيار مالي أوسع قد يفاقم من أزمات البطالة وتراجع النمو.
أحزاب المعارضة في فرنسا تستنكر خطوة ماكرون وتعتبرها “محاولة يائسة”
من جهتها، استنكرت أحزاب المعارضة هذه الخطوة واعتبرتها «محاولة يائسة» لتمديد ولاية ماكرون بعد فشله في تشكيل تحالف برلماني ثابت.
وطالبت كل من حزب اليمين الجمهوري ومنظمة اليسار المتطرف بإلغاء الحكومة الحالية والدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة لتمكين ناخبي الشارع من تقرير مصيرهم.
لكن القصر الرئاسي يسعى على ما يبدو لتخفيف حدة التوتر عبر منح فرصة أخيرة للتوافق قبل اللجوء إلى الحلول الدستورية الكبرى.
ليكورنو سيعقد سلسلة لقاءات مع قادة الأحزاب بداية من يوم غد الثلاثاء
وسيعقد ليكورنو سلسلة لقاءات مع قادة الأحزاب بداية من الثلاثاء، تشمل اليمين المعتدل واليسار الاشتراكي والوسط الليبرالي، على أن يقدم عرضاً متكاملاً إلى الرئيس الأربعاء مساءً.
وفي حال الإخفاق، يواجه ماكرون خيارات صعبة بين الدعوة إلى انتخابات مبكرة أو تعيين رئيس وزراء جديد، في ظل ضغوط متصاعدة داخل معسكره وخارجه.