في اليابان، حيث تُقدر ضبط النفس والكتمان العاطفي في المجتمع والبيئة المهنية، ظهرت خدمة فريدة ومبتكرة تُدعى “إيكيميسو دانشي” (Ikemeso Danshi) والتي تعني حرفياً “الأولاد الوسيمون الباكون“. هذه الخدمة الاستثنائية تُتيح للأشخاص توظيف رجال جذابين لمساعدتهم على البكاء والتعبير عن مشاعرهم في بيئة آمنة ومريحة.
نشأة الخدمة ورؤية المؤسس
تأسست هذه الخدمة على يد هيروكي تيراي (Hiroki Terai)، وهو رجل أعمال ياباني ناجح ومؤلف كتب، الذي توصل لهذه الفكرة أثناء إجرائه بحثاً حول ارتفاع معدلات الطلاق في اليابان. اكتشف تيراي أن العديد من النساء اليابانيات اللواتي يطلبن الطلاق لا يتجاوزن الأمر عاطفياً أبداً، حيث تغمرهن الإجراءات القانونية والعملية المعقدة لدرجة أنهن لا يجدن الفرصة للتعامل مع الموضوع عاطفياً – ولا يتاح لهن البكاء.
رأى تيراي في هذا الاكتشاف فرصة عمل مبتكرة، فأسس شركته في طوكيو تحت اسم “إيكيميسو دانشي” لتقديم خدمات العلاج بالبكاء للأشخاص الذين يسعون إلى التطهر العاطفي الذي يشعرون بعدم قدرتهم على التعبير عنه في حياتهم اليومية.
اختيار المرافق المناسب
يمكن للعملاء اختيار مرافقهم من كتالوج متنوع عبر الإنترنت يضم رجالاً جذابين، كل منهم له أسلوبه الخاص. يتراوح الاختيار من “إيكيميسو بوي بوجه شووا البالغ” الذي يرتدي قميصاً مقلماً، إلى “إيكيميسو بوي المعالج من ميستا-طوكيو” في قميص بأزرار وبليزر غير رسمي. البعض الآخر يلعب أدوار رياضي جمباز، أو مدير جنازات، أو ماسح أحذية.
الجلسة العلاجية
خلال الجلسة التي تكلف 7,900 ين ياباني (حوالي 4,400 روبية هندية أو 53 دولاراً أمريكياً)، يُشاهد العملاء أفلاماً مؤثرة مختارة بعناية لإثارة المشاعر. تتضمن هذه الأفلام قصصاً عن الحيوانات الأليفة المريضة، وروابط الأب والابنة المؤثرة، أو كفاح الأشخاص الصم وعائلاتهم.
يقوم هؤلاء الرجال المدربون، والذين يُطلق عليهم أيضاً “معالجو البكاء المؤهلون”، بالمهام التالية:
- مسح الدموع بلطف باستخدام مناديل قطنية كبيرة
- المشاركة في البكاء الجماعي
- تقديم الكلمات المهدئة والدعم العاطفي
- خلق بيئة آمنة ومريحة للتعبير عن المشاعر