تتواصل في أبوظبي لليوم الثاني قمة بريدج BRIDGE الكبرى للأعلام والمحتوى والترفيه كحدث عالمي جديد يجمع صُنّاع المحتوى ومنصّات التكنولوجيا، وشركات الذكاء الاصطناعي، وصُنّاع القرار والفنانين تحت سقفٍ واحد في مركز أدنيك. في اليوم الثاني، بدا المشهد أكثر حيوية: حضور إعلامي واسع، تدفق مؤثرين وفنانين، وأجنحة تكنولوجية ضخمة عرضت أدوات الذكاء الاصطناعي وحتى روبوتات متحركة كل ذلك ضمن برنامج يجمع محاور الإعلام والمبدعين والتكنولوجيا والتراث.

أرقام تؤكد ضخامة قمة بريدج
تنظّم قمة بريدج ضمن مساحة ضخمة في ADNEC، وتستقبل نحو 60 ألف مشارك من أكثر من 130 دولة، مع أكثر من 400 متحدث و300 جناح و300 فعالية موازية.. أرقام جعلت من الحدث افتتاحاً ضخماً على مستوى الصناعة. هذه الأرقام ظهرت في بيانات المنظمين وتغطيات صحفية محلية وإقليمية.
حضور كبار المنصات والتقنيات
أرض المعرض ضمّت أجنحة ومسارات تقنية مخصّصة لعرض أدوات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها في الإعلام والإنتاج، المنظمون أعلنوا شراكات ومشاركات من شركات تقنية كبرى، وظهور متحدثين من غوغل، وإعلانات شراكات مع X (سابقاً تويتر) وMeta، بينما حضرت منصات مثل TikTok عبر ورش وسيناريوهات عرض متعلقة بسلامة المجتمعات وطرق الاستخدام الإبداعي.

ووجود هذه الأطراف أعطى طابعاً عملياً: لم يعد الحديث نظرياً عن الذكاء الاصطناعي، بل تحول إلى «معمل حي» لعرض أدوات إنتاج المحتوى، فحص أخلاقيات النماذج، واستعراض تطبيقات روبوتية وواقع معزّز.

الذكاء الاصطناعي
في ورش صُناع المحتوى، كان الذكاء الاصطناعي الموضوع المشترك، المتحدثون تارةً ركزوا على فرص التسريع في عمليات الإنتاج، والتخصيص الجماهيري، والتوزيع العالمي للمحتوى، وتارةً تناولوا المخاطر جودة المعلومات، التزييف العاطفي، وقضايا الشفافية والخصوصية.. خبراء تقنيون طالبوا بأطر للحوكمة، وتعليم رقمي لرفع وعي صُناع المحتوى، وآليات لتأشير (watermarking) المحتوى المُولَّد آلياً. هذه المخاوف ظهرت بوضوح في جلسات عُقدت ضمن مسار التكنولوجيا والسياسة.
الروبوتات.. تجربة تفاعلية
في قاعات العرض كانت الروبوتات جسماً بارزاً من نماذج خفيفة الحركة إلى روبوتات مَنصة تقوم بعروض وتجارب تفاعلية أمام الحضور. جهات بحثية محلية ومعارض لجهات آسيوية للروبوتات عرضت أمثلة عملية.. الحضور تفاعل مع هذه الروبوتات كمشهد مستقبلي يلامس صناعة المحتوى

خليط من النجوم والمؤثرين
شهد اليوم الثاني توافداً لافتًا للمؤثرين والفنانين والإعلاميين الذين تزايدت مشاركاتهم على منصّات السوشيال ميديا من داخل القمة. من الأسماء الدولية المدرجة في لائحة المتحدثين على المنصّة: بريـانكا تشوبرا (Priyanka Chopra Jonas)، التي شاركت جلسة حوارية مع الغعلامي أنس بوخش الذي يرتبط برؤيته في خلق منصات حوارية وحضورا إعلاميا قويا في المنطقة. بالإضافة إلى كوكبة من الفنانين العرب والأجانب أبرزهم الفنان السوري بسام كوسا والفنان الأردني إياد نصار والفنانة الأيقونة المصرية يسرا.


احتفاء بالتراث الشعبي
إلى جانب الخِبرات التقنية والروبوتات، خصّصت مساحات في قمة بريدج للتراث الشعبي المحلي والإقليمي: أركان للحرفيين يعيدون عرض تقنيات الحرف التقليدية، وبعض الزوايا فيها حرفيّون يجلسون على الأرض ليُظهروا طرق صناعة أدوات تقليدية ورموز حضارية.. مشهد أراد المنظمون منه إبراز قدرة الثقافة والتراث في أن يكونا جزءاً من السرد الإعلامي الحديث، ومصدر محتوى أصيل يمكن ربطه بالتقنيات الحديثة (مثلاً تحويل حرفة يدوية إلى منتج رقمي وسرد مرئي). هذه المبادرات تندرج في رؤية القمة لربط الاقتصاد الثقافي بالاقتصاد الرقمي.


الفنون الشعبية
وسط أجواء قمة بريدج في أبوظبي، خطفت الفرق الشعبية الإماراتية الأنظار بحضورها الأخّاذ، وهي تقدّم أهازيجها القديمة ورقصاتها التراثية بمشهد يعكس جمال الهوية وروح المكان.

ارتدى الفنانون الكندورة البيضاء وحملوا العصي بإيقاع متناغم، بينما تعالت الأصوات بالأغاني الشعبية التي توارثتها الأجيال.
لوحة حيّة تختصر تاريخ الإمارات، وتُجسّد ارتباط أهلها بتراثهم، حيث يتحوّل الرقص والغناء إلى رسالة فخر وثقافة لا تزال تنبض بالحياة حتى اليوم





