تترقب مصر والعالم حدثا فلكيا نادرا يتمثل في كسوف الشمس 2027، الذي سيشهدته مدينة الأقصر ومناطق واسعة من شمال إفريقيا والشرق الأوسط وأجزاء من جنوب أوروبا، حيث ستستمر ظاهرة الظلام التام لأكثر من ست دقائق، في ما وصفه العلماء بـ”كسوف القرن”.
مسار الكسوف 2027 عبر القارات
من المتوقع أن يمتد مسار كسوف الشمس 2027 الكلي على طول 15227 كيلومترا، بدءا من المحيط الأطلسي الشمالي، مرورًا بمضيق جبل طارق، عبر جنوب إسبانيا وشمال المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر، وصولًا إلى اليمن وأجزاء من شرق إفريقيا. وتشهد جنوب إسبانيا نحو ثلاث دقائق من الظلام، بينما يظهر الكسوف جزئيا في فرنسا مع تغطية تصل إلى 72% في تولوز ومرسيليا وحوالي 50% في باريس.
الأقصر مركز الحدث الفلكي
يعتبر مركز الحدث في الأقصر، حيث يختفي الشمس خلف القمر عند منتصف النهار المحلي فوق معابد الكرنك ووادي الملوك، في مشهد يجمع بين التاريخ البشري والطبيعة الفلكية النادرة. ويؤكد خبراء الفلك أن مناخ المنطقة يجعل كسوف الشمس 2027 قابلا للمشاهدة بسهولة، حيث لم تشهد أجزاء من ليبيا وغرب مصر أي غيوم خلال يوم الكسوف في السنوات الـ23 الماضية.
فرص علمية نادرة
لا يقتصر الحدث على كونه ظاهرة طبيعية، بل يمثل فرصة علمية لدراسة الهالة الشمسية والغلاف الخارجي للشمس والانبعاثات الكتلية الإكليلية، عبر مراقبات دقيقة تمتد لعدة دقائق. ومن المتوقع أن تشارك مؤسسات علمية دولية، بما فيها وكالة ناسا، في رصد وتوثيق هذا الحدث الفلكي، مع بث مباشر عالمي من مراصد مصرية وإقليمية، وذلك وفقا لموقع daily galaxy.
اهتمام سياحي واسع
يشهد الحدث إقبالا سياحيا كبيرا، حيث أعلنت هيئة السياحة المصرية أن معظم الفنادق في الأقصر اقتربت من الامتلاء الكامل، مع حضور السياح المهتمين بالفلك والثقافة على حد سواء. ويصف خبراء الكسوف هذه الظاهرة بأنها تجربة جماعية تجذب أنظار الملايين إلى السماء في لحظات من الدهشة والانبهار.
تاريخ الكسوف وأهميته
لعبت الكسوفات الشمسية دورا مهما في الحضارات القديمة، حيث وثق الفلكيون المصريون القدماء هذه الظواهر على جدران المعابد وخرائط النجوم، معتبرين إياها رسائل من الآلهة. وفي عام 2027، سيشكل كسوف الشمس 2027 نقطة التقاء بين العلم الحديث والأساطير القديمة، مشهد نادر يربط بين آلاف السنين من التاريخ البشري والفلكي.