اتخذت شركة كوكا كولا، عملاقة المشروبات الغازية الأمريكية، إجراءات تحوط مالي في أسواق السلع، عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التوجه لاستخدام سكر القصب بدلًا من شراب الذرة عالي الفركتوز.
كوكا كولا سكر القصب في مواجهة التغيرات السياسية
كشفت مصادر استثمارية أن كوكا كولا زادت من حجم عقود التحوط في أسواق السكر بنسبة 40% مقارنة بالعام الماضي. جاء ذلك كرد مباشر على تصريحات ترامب التي شملت فرض قيود على شراب الذرة عالي الفركتوز، والدعوة لاستخدام سكر القصب الطبيعي.
قال ترامب في مؤتمر صحفي: “حان الوقت لجعل المشروبات الأمريكية صحية مرة أخرى”، مؤكدًا أن هذا الإجراء يأتي ضمن سياسة أوسع تهدف لتحسين الصحة العامة.
كوكا كولا سكر القصب وتداعيات السوق
أشارت تقديرات اقتصادية إلى أن التحول إلى سكر القصب قد يرفع التكاليف بنسبة تصل إلى 20%. ويُعرف سكر القصب بارتفاع تكلفته مقارنة بشراب الذرة، لا سيما في الولايات المتحدة المعتمدة على إنتاج الذرة المحلي.
شهدت أسعار عقود السكر ارتفاعًا بنسبة 8% خلال أسبوع، ما يعكس ترقب السوق لزيادة الطلب. في المقابل، انخفضت أسهم كوكا كولا بنسبة 3.2%، بينما ارتفعت أسهم شركات إنتاج سكر القصب.
استراتيجية كوكا كولا سكر القصب للتحوط المالي
تبنّت كوكا كولا عدة إجراءات منها شراء عقود آجلة طويلة الأمد وتوقيع اتفاقيات مباشرة مع مزارعي القصب في أمريكا اللاتينية. الهدف من هذه الخطوات هو الحد من تأثير تقلبات أسعار المواد الخام على الأرباح.
صرح الرئيس التنفيذي جيمس كوينسي بأن الشركة تتابع المشهد السياسي وتستعد لجميع السيناريوهات، مؤكدًا التزام كوكا كولا بجودة المنتجات واستقرار الأسعار للمستهلك.
صناعة المشروبات وتحديات سياسة كوكا كولا سكر القصب
أوضحت تقارير الصناعة أن تنفيذ هذه السياسة سيتطلب إعادة تصميم سلاسل التوريد وتعديل خطوط الإنتاج، مما قد يستغرق بين 18 إلى 24 شهرًا.
وأعربت جمعية منتجي المشروبات عن قلقها، مطالبة بفترة انتقالية كافية لتجنب الارتفاع السريع في الأسعار. ورجحت شركات استشارات مالية أن تؤدي هذه التغيرات إلى إعادة هيكلة شاملة داخل القطاع، مع إمكانية بروز شركات جديدة تركز على المشروبات الطبيعية، تتجه الأنظار إلى الأسابيع المقبلة لمراقبة مدى التزام الإدارة الأمريكية بتطبيق هذه السياسة ومدى تأثيرها على شركة كوكا كولا وسوق المشروبات ككل.