خلفية استثنائية وبداية متواضعة
ليزا سو، المهاجرة التايوانية الأمريكية، وُلدت في تايوان عام 1969 وهاجرت مع عائلتها إلى الولايات المتحدة وهي طفلة صغيرة. درست الهندسة الكهربائية في معهد MIT ونالت درجة الدكتوراه، واشتهرت منذ بداياتها بنهجها العملي وتحليلها الذكي للمشكلات التقنية المعقدة. دخلت عالم التكنولوجيا من باب الشركات الكبرى مثل IBM وTexas Instruments، لكنها برزت فعلياً عندما انضمت إلى AMD في 2012.
المهمة المستحيلة: إنقاذ AMD من الانهيار
حين تولّت سو منصب المدير التنفيذي في 2014، كانت AMD غارقة في الديون وتشهد تراجعًا حادًا في قيمتها السوقية مع منافسة شرسة من Intel وNvidia. بفضل رؤيتها، ركزت الشركة على المزايا الهندسية، وأطلقت استثمارات ضخمة في تطوير شرائح الكمبيوتر والمعالجات الرسومية. أطلقت منصة Ryzen الثورية التي أعادت اسم الشركة لساحة المنافسة واستحوذت بسرعة على حصة سوقية هامة.
الصفقة المليارية مع OpenAI
بلغت مسيرة ليزا سو قمتها في 2025 بعد إعلان صفقة تاريخية مع OpenAI، لتوريد معالجات ذكاء اصطناعي بأكثر من 100 مليار دولار خلال السنوات المقبلة. وتعتبر هذه الشراكة الأكبر في تاريخ AMD، وتنص على توفير 6 جيجاوات من وحدات معالجة الرسوميات AI لصالح OpenAI، تبدأ مع شريحة MI450 المنتظرة في 2026. الصفقة تفتح أمام AMD أبواب نقلة نوعية تجعلها لاعباً محورياً في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي على مستوى العالم.
أثر الصفقة ومستقبل AMD
أسهم الصفقة قفزت بأسهم AMD بنسبة 35% بعد الإعلان مباشرة، وتوقعت Wall Street أن تدر هذه الشراكة عشرات المليارات من الدولارات سنويًا على الشركة بحلول عام 2030، مع إمكانية حصول OpenAI على 10% من أسهم AMD إذا تم الوفاء بأهداف محددة ومراحل إنتاجية معينة. هذه النقلة تُعد بداية موجة توسع كبيرة في الحوسبة السحابية والذكاء الصناعي.
رؤية ليزا سو وتقدير عالمي
لم تكتفِ سو بإعادة AMD للحياة بل وضعتها في قلب “الدورة العظمى” للذكاء الاصطناعي لعقد مقبل، مؤكدة أن التقنية ستسهم في تسريع الاكتشافات الطبية والبحث العلمي وحل أمراض معقدة. وأصبحت رمزًا عالميًا في القيادة التجارية والهندسية، مما ألهم آلاف النساء والمهاجرين حول العالم في صناعة التكنولوجيا
