أعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، عن ترحيبها الحار بفوز زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو بجائزة نوبل للسلام لعام 2025، واصفة هذا التكريم بأنه يعكس “التطلعات الواضحة” للشعب الفنزويلي.
المفوضية الأممية: هذا التكريم يعكس التطلعات لإجراء انتخابات حرة ونزيهة
وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ثمين الخيطان في بيان رسمي: “نهنئ ماريا كورينا ماتشادو على إعلان فوزها بجائزة نوبل للسلام”.
وأضاف الخيطان أن “هذا التكريم يعكس التطلعات الواضحة لشعب فنزويلا لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وللحقوق المدنية والسياسية وسيادة القانون”.
وأشار المتحدث إلى أن “المفوض السامي لحقوق الإنسان دعم هذه القيم باستمرار”، مما يؤكد على الموقف الثابت للمفوضية من قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان في فنزويلا.
إعلان جائزة نوبل للسلام وردود الفعل الدولية
وأعلنت لجنة نوبل النرويجية في العاصمة أوسلو منح الجائزة لماتشادو تقديراً “لعملها الدؤوب في تعزيز الحقوق الديمقراطية لشعب فنزويلا، ولنضالها من أجل تحقيق انتقال عادل وسلمي من الدكتاتورية إلى الديمقراطية”.
ووصف رئيس لجنة نوبل النرويجية يورغن واتنه فريدنس ماتشادو بأنها “مثال استثنائي على الشجاعة في النشاط المدني في أمريكا اللاتينية في الفترة الأخيرة”.
وأضاف أنها “شخصية محورية في وحدة المعارضة السياسية التي كانت منقسمة بعمق في السابق، لكنها توصلت إلى توافق للمطالبة بانتخابات حرة وبحكومة تتمتع بصفة تمثيلية”.
من جانبها، وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الجائزة بأنها “رسالة قوية إلى فنزويلا والعالم”، مؤكدة أن “روح الحرية لا يمكن أبداً أن تُحبَس، والتعطش للديمقراطية ينتصر دائماً”.
الفائزة بجائزة نوبل للسلام ماريا كورينا ماتشادو: المسيرة النضالية
ماريا كورينا ماتشادو، المولودة في 7 أكتوبر 1967، تُعتبر من أبرز وجوه المعارضة الفنزويلية والتي تُلقب بـ”المحررة” (ليبرتادورا) تيمناً بسيمون بوليفار “المحرر”.
بدأت مسيرتها السياسية عام 2000 عندما أسست منظمة “سوماتي” المتخصصة في مراقبة الانتخابات والدفاع عن الحريات العامة.
وبرزت ماتشادو خلال الانتخابات التمهيدية للمعارضة في أكتوبر 2023، حيث حصدت أكثر من 90% من الأصوات أي 3 ملايين صوت.
وأصبحت سريعاً الأوفر حظاً وفقاً لاستطلاعات الرأي للفوز في الانتخابات الرئاسية.
لجنة نوبل: ماتشادو اضطرت إلى العيش في الخفاء
وتعيش ماتشادو حالياً في الخفاء منذ أكثر من 14 شهراً بعد رفضها الانسحاب من المشهد السياسي عقب إعلان الرئيس نيكولاس مادورو فوزه في الانتخابات الأخيرة.
وفي يناير 2025، تم اعتقالها لفترة وجيزة بعد مشاركتها في مظاهرات مناهضة لمادورو في كاراكاس، ثم أُطلق سراحها تحت ضغط دولي.
وبحسب لجنة نوبل، فإن ماتشادو “اضطرت إلى العيش في الخفاء، رغم التهديدات الخطرة على حياتها بقيت في بلدها في خيار شكل مصدر إلهام لملايين الأشخاص”.
وعبرت ماتشادو عن صدمتها عند تلقي خبر فوزها بالجائزة، قائلة: “أنا في حالة صدمة!”. وأضافت في حديث هاتفي مع إدموندو غونزاليس: “ما هذا؟ لا أستطيع أن أصدق”.
وأكدت ماتشادو أن الجائزة “تخص كل الفنزويليين الذين لم يفقدوا الأمل في مستقبل ديمقراطي لبلادهم”. وقالت: “أنا شخص واحد فقط، لا أستحق هذا بالتأكيد. إنه إنجاز مجتمع بكامله”.