افتتح متحف إكسبلوراتوريوم على رصيف 15 في سان فرانسيسكو معرضه المؤقت “مغامرات في الذكاء الاصطناعي” الذي يستمر حتى 14 سبتمبر 2025، ويقدم للزوار فرصة استكشاف آليات عمل الذكاء الاصطناعي والتفاعل معها بصورة مبسطة وعميقة في آنٍ معاً، وفقاً لموقع أكسيوس.
المعرض موجه لجميع الأعمار ويجمع بين نماذج اللغة وتقنيات التعليم الآلي
يعتمد المعرض على تصميم مبتكر موجه لجميع الأعمار، حيث يجمع بين عرض أسس عمل نماذج اللغة الكبيرة وتقنيات التعلم الآلي، وعرض أمثلة فنية أنشأتها خوارزميات الذكاء الاصطناعي.
كما يتيح للزوار استخدام كلا من نموذج “كلود” من شركة أنتروبيك ومحادثات “شات جي بي تي” من “أوبن إيه آي”، بهدف تجربة كتابة الأوامر النصية واختبار قدرة الذكاء الاصطناعي على الاستجابة الفورية.
المعرض يقدم مساحة للنقاش حول آثار الذكاء الاصطناعي الاجتماعية والبيئية
تتجاوز رؤية المنظمين مجرد تقديم إنجازات تقنية، فقد أنتج المعرض مساحة للنقاش حول الآثار الاجتماعية والبيئية للذكاء الاصطناعي.
ففي ركن مخصص، طلب المعرض من الزوار فتح أدراج تحتوي على مجلدات فارغة تحمل عنواوين لبيانات مفقودة في نماذج الذكاء الاصطناعي، مثل سجلّات الوسطاء في تداول البيانات، وأنواع المحاصيل المنقرضة بفعل الزراعة الصناعية، وعدد العمال المهاجرين غير الموثّقين الذين يعملون في ظروف خطرة.
وهنا يبرز نقص التنوع والتمثيل في مجموعات البيانات التي تدرب عليها الذكاء الاصطناعي.
على خط موازٍ، يختبر الزوار استهلاك الموارد أثناء إجراء استعلامات إلى نماذج الذكاء الاصطناعي. فعند إدخال سؤال، تظهر للمستخدم كمية المياه النظيفة المستخدمة لإنتاج إجابة واحدة.
منظمو المعرض يهدفون إلى توعية الجمهور بالتكاليف البيئية الخفية
ويهدف المنظمون بهذه التجربة إلى توعية الجمهور بالتكاليف البيئية الخفية التي تصاحب تشغيل مراكز البيانات الهائلة التي تدعم هذه النماذج.
وأوضح إريك دايموند، المدير الأول لقسم المعارض في متحف إكسبلوراتوريوم، أن الهدف الرئيسي للمعرض ليس تلميع صورة الذكاء الاصطناعي أو تحييده، بل إبراز كيفية عمله وفتح حوار عام حول فرصه وتحدياته.
وقال دايموند لموقع “أكسيوس”: “نحن نسعى لإثارة الأسئلة وليس فرضها، أفضل تجربة في المعرض هي النقاش الذي يحدث بعد الخروج منه”.
حظي المعرض برعاية شركة أنتروبيك كراعٍ رئيس، لكن إدارة المتحف أكدت أن الشركة لم تتدخل في اختيار المحتوى أو تصميم الأجنحة.
ويأتي هذا التعاون في سياق سعي المتحف إلى تقديم محتوى متوازن يعكس جوانب القوة والضعف في الذكاء الاصطناعي، بعيداً عن دعايات الشركات التقنية.
متحف إكسبلوراتوريوم يستعد لعرض المزيد من القطع المدمجة
تُعدّ “مغامرات في الذكاء الاصطناعي” إحدى محطات رحلة متحف إكسبلوراتوريوم المستمرة للتعامل مع مواضيع الذكاء الاصطناعي.
إذ تستعد إدارة المتحف لعرض المزيد من القطع المدمجة ضمن المجموعة الدائمة، وطرح معارض جديدة تستند إلى دراسات منحتها جهات بحثية حول تأثيرات الذكاء الاصطناعي في مجالات العلوم الاجتماعية.
المعرض يضم أنشطة تفاعلية للأطفال، وركناً للنقاش، وورشة رسومات
يحتضن المعرض أنشطة تفاعلية للأطفال، تشمل ورشة تصميم رسومات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وجلسات توجيهية لتعريفهم بأساسيات البرمجة الذكية.
كما يضم ركنًا للنقاش المفتوح يتيح للزوار تسجيل مخاوفهم وآمالهم حيال مستقبل الذكاء الاصطناعي، حيث عبّر الكثيرون عن قلقهم من فقدان الوظائف الناتج عن الأتمتة، بينما أعرب آخرون عن تفاؤلهم بفرص تطور الرعاية الصحية والتعليم والبيئة.
يمثل “مغامرات في الذكاء الاصطناعي” نموذجاً جديداً للمعارض العلمية التي لا تكتفي بتقديم المعرفة، بل تحفز الزوار على التفكير النقدي والمشاركة الفعّالة في حوارات مجتمعية حول التقدم التقني ومدى تعاطيه مع القضايا الإنسانية والبيئية.