أزاحت وكالة ناسا الستار عن مجموعة صور مركبة جديدة لمجرة أندروميدا، أُنتجت من تضافر بيانات أقوى التلسكوبات عبر أطياف الضوء، لتمنح الباحثين رؤية غير مسبوقة لجارتنا الكونية الأقرب.
مجرة أندروميدا في ضوء متعدد يكشف البنية الداخلية
تظهر الصورة الأشعة السينية من مرصد تشاندرا و«إكس إم إم-نيوتن» بألوان حارة، بينما تُبرز الأشعة فوق البنفسجية من تلسكوب «غاليكس» الطبقات الخارجية الزرقاء. تكمل البيانات البصرية والتحت حمراء والراديوية المشهد، فتظهر المجرى النجمي والثقوب الغازية بالتفصيل.
مجرة أندروميدا تضيء الطريق لفهم درب التبانة
تبعد مجرة أندروميدا 2.5 مليون سنة ضوئية، وتُماثل بنية مجرتنا؛ لذا تُستَخدم مرآةً لدراسة التطور الحلزوني. قَدَّمت ملاحظات فيرا روبن منحنيات دوران كشفت المادة المظلمة التي تحيط بهالات المجرات.
يرصد تشاندرا وهج الثقب الأسود فائق الكتلة في مركز المجرة. أظهرت دراسة جديدة إشعاعًا متضخمًا عام 2013، ما يشير إلى تفاعل مع الغاز المحيط. تُسهم معلومات الطاقة العالية في فهم آليات التغذية المركزية وإطلاق الرياح النجمية.
- بيانات الأشعة السينية: خرائط للغاز الساخن حول الثقب الأسود.
- بيانات فوق البنفسجية: دلائل على تشكل نجوم فتية في الأذرع الحلزونية.
- بيانات تحت الحمراء: مواقع غبار بارد يُمثّل مخزون نجوم مستقبلية.
- بيانات راديوية: طيف الهيدروجين المحايد الممتد خارج القرص المرئي.
أدمجت ناسا هذه الطبقات في «تصويت» صوتي؛ إذ يحوَّل السطوع إلى مستوى صوت، ويضبط الطيف النغمة. ينتقل المستمع من موجات راديوية منخفضة إلى أشعة سينية حادة، ما يمنح تصورًا حسّيًا جديدًا.
تكريم فيرا روبن وريادة المادة المظلمة
أصدرت ناسا الصورة احتفاءً بإرث العالمة فيرا روبن، التي قاست منحنى دوران مجرة أندروميدا وأثبتت وجود المادة المظلمة. كرَّمتها دار سك العملة الأمريكية هذا العام بربع دولار يحمل صورتها، لتصبح أول فلكية تُخلَّد ضمن «أرباع النساء».
تلسكوب «رومان» ومستقبل استكشاف المادة المظلمة
يُخطّط لإطلاق تلسكوب «نانسي غريس رومان» سنة 2027 لدراسة الطاقة المظلمة وكثافة المادة المظلمة بدقة. سيستخدم مشاهد واسعة لتحليل العناقيد المجرية، معتمدًا على منهج يُكمّل ما كشفته بيانات مجرة أندروميدا.
يدير مركز مارشال برنامج تشاندرا، بينما يتولى مرصد سميثسونيان العمليات العلمية. يُتوقَّع أن تُصدر ناسا صورًا إضافية بصيغ ثلاثية الأبعاد وصوتية موسَّعة، مما يعمّق ارتباط الجمهور بالكون.
تمثل الاكتشافات الحالية خطوة متقدمة لكشف طبيعة المادة المظلمة، وتقدم قالبًا تفاعليًا يجعل علوم الفضاء تجربة حسية. وهكذا، تستمر مجرة أندروميدا في إلهام العلماء لتفكيك أسرار الكون، مستندين إلى مزيج الرؤية والسمع والتحليل الطيفي.
