اكتشف علماء الفلك مجرة قنديل البحر النادرة من خلال صور التقطها تلسكوب جيمس ويب الفضائي، تقع على بُعد 12 مليار سنة ضوئية.
تفاصيل الاكتشاف الجديد لمجرة قنديل البحر
أعلنت وكالة ناسا عن رصد مجرة غريبة تُعرف باسم COSMOS2020-635829 تشبه قنديل البحر، باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي. تتميز المجرة بقرص نجمي متماثل وذيل أحادي الجانب يضم مجموعات من النجوم الزرقاء الشابة.
يمتد ذيل مجرة قنديل البحر لأكثر من 65 ألف سنة ضوئية، ويتكون من غاز مؤين ونجوم حديثة التكوين، لا يتجاوز عمرها 100 مليون سنة. يُعتقد أن هذه الظاهرة ناتجة عن عملية نزع الضغط التجويفي، حيث تسحب البيئة العنقودية المادة الداخلية من المجرة أثناء حركتها.
خصائص مجرة قنديل البحر وآثارها الفلكية
قاد الباحث إيان روبرتس من جامعة واترلو هذا الاكتشاف باستخدام أداة NIRCam ضمن مشروع COSMOS-Web. أكدت أرصاد أرضية وطيفيات إضافية من جيمس ويب وجود الغاز المؤين الممتد خلف القرص النجمي.
تُقدّر كتلة النجوم في ذيل المجرة بحوالي 1% من كتلة القرص الرئيسي، بينما يُنتج مركز القرص نحو 90 كتلة شمسية من النجوم سنوياً. هذا يشير إلى نشاط نجمي قوي داخل القرص وامتداداته.
ويُعد هذا الاكتشاف أول رصد لمجرة قنديل البحر عند انزياح أحمر z≈1.156، متجاوزاً الأرصاد السابقة التي لم تتخطّ انزياحاً قدره 0.7. بذلك، يملأ الاكتشاف فجوة زمنية تُقدّر بخمسة مليارات سنة في سجل تطور هذه الفئة من المجرات.
دلالة مجرة قنديل البحر في تطور المجرات
أوضح روبرتس أن متابعة هذه الأجسام ستساعد في فهم مدى شيوع ظاهرة نزع الضغط التجويفي في العصور المبكرة. كما يمكن للطيفيات المستقبلية من تلسكوب جيمس ويب تحليل خصائص الحبيبات الغازية وتحديد مصير العناقيد النجمية في الذيل.
يسمح هذا الرصد بمراقبة مباشرة لما يُعرف بـ«الموت البيئي» للمجرات، حيث يتوقف تكوين النجوم قبل الأوان في البيئات العنقودية الكثيفة. وتفتح هذه البيانات آفاقاً جديدة عند دمجها مع مراصد مثل ALMA وngVLA لدراسة تطور المجرات على مستويات أعمق.