محمد العبار بعد لقائه عائلة أرماني: “لن أخيّب ظنّه”

“أمثال هؤلاء لم يعودوا موجودين في هذا الزمان”، هكذا عبّر مؤسس إعمار في حديث حصري مع لنا

ماثيو أملوت
ماثيو أملوت

ملخص المقال

إنتاج AI

تعهّد محمد العبار بالمضيّ قدماً في إرث جورجيو أرماني بعد وفاته، مؤكداً أنه لن يخذله. وأشار إلى شراكة طويلة الأمد مبنية على الثقة، أنتجت مشاريع بارزة مثل فندق أرماني في برج خليفة، معلناً عن خطط لتوسيع نطاق الضيافة عالمياً وتقديم تجربة فريدة.

تعهّد محمد العبار بالمضيّ قدماً في إرث جورجيو أرماني بعد وفاة أيقونة الموضة الإيطالية، قائلاً: “لن أخيّب ظنّه. رحمه الله”. وتحدّث العبار من ميلانو بعد لحظاتٍ من لقائه عائلة أرماني، مضيفاً أنّ الفقد تركه “وحيداً للغاية”.

وقال العبار في مقابلةٍ حصرية مع “لنا”: “أشعر بوحشةٍ كبيرة لأن أشخاصاً كهؤلاء لم يعودوا موجودين؛ ممّن يمكن أن يؤثّروا في مليارات البشر بطريقةٍ مذهلة، يرسمون الابتسامة، ويمنحون الأمل، ويُرونهم الجمال”. وتابع: “تأثّرتُ كثيراً، ولم أستطع التماسك، لأنني أشعر بالعبء الذي كان يحمله نيابةً عنّا جميعاً ليجلب لنا الفرح”.

وأعلنت شركته أنّ أرماني توفّي هذا الأسبوع في ميلانو عن 91 عاماً. وقد افتُتِحت اليوم في المدينة “قاعةُ عزاءٍ” عامّة تمتدّ حتى الغد. وستستقبل ميلانو – التي اتّخذها المصمّم الأسطوري موطناً له – المعزّين طوال عطلة نهاية الأسبوع، قبل جنازةٍ خاصة يوم الاثنين.

وأوضح العبّار، مؤسّس مجموعة من الشركات الرائدة تشمل إعمار ونون وأمريكانا وإيغل هيلز، أنّ الشراكة التي جمعته بأرماني على مدى أكثر من عقدين ترتكز على أساسٍ متين من الثقة المتبادلة.

وقد شهدت هذه الشراكة ولادة مشاريع بارزة، حيث طوّرت إعمار برج خليفة ودبي مول، وشهد البرج افتتاح أول فندق يحمل توقيع أرماني.

وبلهجةٍ تحمل دفء التقاليد العربية، أضاف العبّار: “نحن كعرب ننتمي إلى تقاليد عريقة، وعندما يأتمنني شخص على اسمه، فإنني أحمل هذه الأمانة بكامل المسؤولية وأحرسها بحياتي”. وعاد بالذاكرة إلى بداية هذه الشراكة المميّزة، مستذكراً كلمات أرماني التي رسمت ملامح الثقة بينهما: “محمد، إنني أضع اسمي أمانةً في يديك”.

Advertisement

وتجسّدت ثمار هذه الشراكة في “فندق أرماني دبي” الذي يتربّع في قلب “برج خليفة”، والذي شهد النور عام 2010 ليسجّل محطة تاريخية باعتباره أول فندق يرفع راية “أرماني” في عالم الضيافة، تبعه فندق آخر في ميلانو عام 2011، مكمّلاً بذلك الفصل الأول من هذه القصة.

وكشف العبّار عن طموحات مشتركة تتجاوز الحدود، قائلاً: “خلال العام الماضي، كنّا منهمكين في إعادة صياغة اتفاقيتنا وتطوير رؤيتنا المشتركة. نحن الآن على أعتاب إنجاز هذا العمل، ومستعدّون لإطلاق مشروع الضيافة على نطاق عالمي”. وأضاف بثقة تنمّ عن ترقّب كبير: “سنقدّم للعالم تجربة لم يشهد مثيلها من قبل”.

وفي سياق المقارنة مع اللاعبين الآخرين في صناعة الضيافة، شدّد العبّار على أن شراكتهما تسير وفق منهجية مختلفة تماماً، حيث تعتمد على التأنّي والإتقان بدلاً من سباق التوسّع السريع. وأشار إلى أن الوجود المدروس لفنادق “أرماني” – المتمثّل حالياً في دبي وميلانو فقط – يعكس فلسفة راسخة تضع الجودة في المقدمة، وتجسّد رؤية المصمّم الإيطالي التي التزم بها عقوداً طويلة، والقائمة على السيطرة الكاملة والتناغم المثالي عبر عوالم الأزياء والتصميم الداخلي والضيافة.

وأوضح العبّار قائلاً: “إيماننا الراسخ بالجودة يحدّد مسارنا. سنحقّق أهدافنا في التوقيت الصحيح دون استعجال. لسنا مضطرّين لإرضاء صناديق استثمار أو مساهمين يطالبون بأرقام سريعة. هدفنا هو الوصول إلى مستوى جودة لم يُحقّق من قبل، وهذا بالفعل ما نعتبره النهج الجديد في هذا القطاع”.

ووصف العبّار فلسفة أرماني بأنها بمثابة “دليل عمل” يسترشد به في إدارة مشاريعه – فلسفة تتميّز بالانضباط الصارم في إدارة التكاليف داخلياً، مع رفض أي تنازل عن جودة التجربة المقدّمة للعملاء. وأوضح قائلاً: “نحن صارمون للغاية في عملياتنا الداخلية”، مشيراً إلى مجموعة من الممارسات الإدارية التي استوحاها من أسلوب عمل المصمّم الإيطالي وطبّقها في شركاته.

كما تبنّى العبّار رؤية أرماني الشاملة تجاه العميل، موضحاً: “تركيزه الكامل ينصبّ على العميل أولاً وأخيراً، مع النظر للمدى الطويل والاستثمار في النمو المستدام والجودة العالية. عندما تلتزم بهذا المنهج، فإن العوائد تأتي حتماً. قد تواجه تقلّبات اقتصادية مختلفة، لكنك تعمل دون ضغوط خارجية، فقط مع التركيز التام على إتقان ما تقوم به”.

Advertisement

وعندما سُئل عن مفهوم الفخامة في عام 2025، استدعى العبّار ذكرياته من الحوارات العميقة التي خاضها مع المصمّم الراحل، فقال: “الفخامة تتجلّى في ذلك المستوى الرفيع من الراحة والجمال… الذي يمنحك شعوراً بالانتماء إلى العالم المتحضّر ويلهمك بأنك جزء أصيل منه”. وأشار العبّار إلى تحذيرٍ وجّهه أرماني قبل عام من رحيله، حين لفت الانتباه إلى أن بعض علامات الفخامة قد “تجاوزت الحدود وأساءت في تعاملها مع العميل”. وأكّد أن تعاونهما المستمرّ يسعى إلى إعادة ترسيخ قيم الاحترام الحقيقي للعميل، مع توفير مستوى من الإتاحة يجعل الفخامة تجربة إنسانية أصيلة.

وبعد مرور عقدين على اختيار أرماني لدبي كموطن لأول فنادقه، أكّد العبّار أن المسؤولية الآن تكمن في صون هذا الإرث العريق والسموّ به إلى آفاق أرحب. “نظرتي متّجهة نحو المستقبل”، قال العبّار. “خضنا حوارات ثرية حول أحلامنا المشتركة للوصول إلى ما هو أبعد من إنجازاتنا الحالية… إنني أحمل حلماً حقيقياً ببناء واحدة من أفضل شركات فنادق الفخامة في العالم، دون أدنى شك”.

وختم بوعدٍ نابع من القلب: “أعدكم أنني لن أخذله أبداً، ولن أخيّب الثقة التي وضعها فيّ. رحمه الله”.