أعلنت دار “هيرميس” الفرنسية للأزياء الفاخرة، يوم الاثنين 21 أكتوبر 2025، تعيين المصممة البريطانية غرايس ويلز بونر مديرة إبداعية لقسم أزياء الرجال الجاهزة. تُعد بونر، البالغة من العمر 35 عاماً، أول امرأة جمايكية تتولى منصباً إبداعياً قيادياً في دار أزياء فاخرة كبرى.
جاء هذا التعيين بعد أيام من إعلان فيرونيك نيشانيان، التي قادت قسم أزياء الرجال في “هيرميس” منذ عام 1988، استقالتها بعد 37 عاماً من العمل المتواصل. تمثل نيشانيان أطول فترة خدمة لمدير إبداعي في دار أزياء كبرى عبر تاريخ صناعة الموضة.
ستقدم ويلز بونر أول عرض لها مع “هيرميس” في يناير 2027، بعد أن تقدم نيشانيان عرضها الأخير في يناير 2026. ستواصل ويلز بونر إدارة علامتها التجارية التي تحمل اسمها إلى جانب عملها في “هيرميس”.
التعاون مع “أديداس” والنجاح التجاري
بجانب علامتها التجارية الخاصة، تحتفظ ويلز بونر بشراكة طويلة الأمد مع شركة “أديداس” الألمانية للملابس الرياضية بدأت عام 2020. عُرضت أول مجموعة لها مع “أديداس أوريجينالز” لموسم خريف وشتاء 2020 خلال أسبوع الموضة الرجالية في لندن في يناير 2020.
استوحت المجموعة الأولى إلهامها من تراث ويلز بونر الجامايكي الخاص، ومن بوب مارلي، وأرشيف “أديداس”، وثقافة السبعينيات. تميزت بقطع ملابس مصنوعة بعناية فائقة، منها بدلات رياضية هجينة بخطوط ثلاثية محاكة يدوياً بأسلوب الكروشيه، وبطانات ساتان فاخرة، وقطع تريكو واسعة مضلعة.
أعادت ويلز بونر إحياء حذاء “سامبا” الكلاسيكي من “أديداس”، مستخدمةً مواد عالية الجودة وإضافة لمسات فريدة مثل اللسان المطوي والخياطة المتباينة. أسهم نهجها الإبداعي في تجديد الاهتمام بحذاء “سامبا”، وجعله من أكثر المنتجات رواجاً في السنوات الأخيرة.
باعت كل مجموعة من مجموعات التعاون مع “أديداس” بسرعة، ما يظهر الطلب الكبير على هذه القطع الفريدة. تُجسد هذه الشراكة كيف يمكن لعلامة تصميم راقية أن تدمج الموضة الفاخرة مع الملابس الرياضية بنجاح.
فلسفة التصميم والهوية الثقافية
تتميز أعمال ويلز بونر بدمج التراث الأوروبي الفخم مع التأثيرات الأفرو أتلانتية. تستكشف تصاميمها الهوية والجنسانية الذكورية السوداء، مستندةً إلى بحث ثقافي واسع يشمل النظرية النقدية والأدب والمصادر التاريخية.
تتضمن مجموعاتها رموزاً ثقافية مثل الكروشيه المخطط بألوان الراستفارية، والصدف البحري الذي استُخدم تاريخياً كعملة في غرب أفريقيا، وإشارات إلى شخصيات ثقافية سوداء مثل جيمس بالدوين وديريك والكوت. كل مجموعة مستندة إلى بحث تاريخي، غالباً ما تركز على لحظات وشخصيات رئيسية من الشتات الأفريقي.
على سبيل المثال، استوحت مجموعتها لربيع 2022 إلهامها من مشهد الحياة الليلية في بوركينا فاسو خلال السبعينيات، في إشارة مباشرة إلى أعمال المصور سانليه سوري. من خلال تصاميمها، تربط ويلز بونر الماضي بالحاضر، مستخدمةً الموضة وسيلةً لتكريم التاريخ الأسود وتأثيره المستمر في العالم الحديث.
عبرت ويلز بونر عن حلمها بالعمل مع “هيرميس” في مقابلة سابقة مع مجلة “سيستم”. قالت بعد تعيينها: “يشرفني بعمق تعييني مديرة إبداعية لقسم أزياء الرجال الجاهزة في هيرميس”. أضافت: “إنه حلم تحقق أن أبدأ هذا الفصل الجديد، متبعةً خطى حرفيين ومصممين ملهمين. أود أن أشكر بيير ألكسيس دوما وأكسيل دوما على منحي الفرصة لتقديم رؤيتي إلى هذه الدار السحرية”.
