حققت وزارة السياحة والآثار المصرية إنجازاً تاريخياً فريداً من نوعه بتركيب أحدث أجهزة تنقية الهواء من طراز شارب المزودة بتقنية البلازما كلاستر داخل غرف الملك والملكة في هرم خوفو بمنطقة أهرامات الجيزة. تأتي هذه الخطوة الرائدة، التي تم الإعلان عنها رسمياً في الأول من سبتمبر 2025، كأول مبادرة من نوعها في العالم لحماية العجيبة الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا السبع.
شراكة استراتيجية مع شركات رائدة عالمياً
تم تنفيذ هذا المشروع الطموح بالتعاون مع مجموعة العربي المصرية وشارب اليابانية، في إطار جهود الدولة المصرية لتطبيق معايير الاستدامة وتعزيز مفهوم السياحة الخضراء. قام الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، برفقة هيديوكي ناجامين المدير العام للأجهزة الذكية وتنقية الهواء بشركة شارب اليابانية، والمهندس محمد عبد المجيد العربي عضو مجلس إدارة مجموعة العربي، بجولة تفقدية داخل الهرم للاطمئنان على كفاءة الأجهزة المركبة.
التقنية الثورية للبلازما كلاستر
تعتمد أجهزة تنقية الهواء المركبة على تقنية البلازما كلاستر المتطورة من شارب، والتي تولد أيونات موجبة وسالبة طبيعية مماثلة لتلك الموجودة في الطبيعة. تعمل هذه التقنية على تكوين شق الهيدروكسيد الذي يتأكسد بصورة كبيرة عند التصاقه بالأسطح التي تحتوي على عفن أو فيروسات، حيث يعمل فوراً على إزالة الهيدروجين من بروتينات هذه الأسطح وتحليلها.
وفقاً للمصادر اليابانية، تم تركيب تسعة أجهزة تنقية بتقنية البلازما كلاستر داخل الهرم، وذلك بعد مفاوضات نجحت شركة شارب في إجرائها مع وزارة السياحة والآثار المصرية من خلال الوكيل المصري مجموعة العربي.
أهداف المشروع وفوائده المتعددة
أكد الدكتور محمد إسماعيل خالد أن تركيب أجهزة تنقية الهواء يمثل خطوة مهمة في توظيف التكنولوجيا الحديثة للحفاظ على التراث الأثري المصري، حيث ستسهم في خفض معدلات الرطوبة داخل الغرف الأثرية وتنقية الهواء، مما يساعد على حماية الجدران الداخلية من عوامل التآكل.
كما أوضح أن هذه الأجهزة تسهم في تحسين جودة الهواء بشكل مباشر، مما يوفر بيئة صحية وأكثر متعة لاكتشاف عظمة الحضارة المصرية، خاصة أثناء دخول الزوار للغرف الأثرية الضيقة داخل الأهرامات.
التأثير على السياحة المصرية
يُعد هذا المشروع نموذجاً رائداً لتوظيف التكنولوجيا الحديثة في صون التراث وتعزيز مفهوم السياحة الخضراء، حيث يهدف إلى تحسين تجربة الزوار وضمان سلامتهم أثناء استكشاف الممرات الضيقة للهرم.
أكد الخبير السياحي المصري بسام الشماع أن هذه الخطوة “مهمة ومطلوبة بالنسبة للسائحين”، مشيراً إلى أنها ستساعد على التخلص من الرطوبة داخل الغرف والممرات وتحسين التجربة السياحية داخل الأماكن المغلقة.