منذ نحو 3 أشهر، دخلت صفقة الغاز التي كان من المفترض أن تصدر إسرائيل بموجبها نحو 130 مليار متر مكعب غاز لمصر حتى عام 2040، مقابل 35 مليار دولار، في حالة تعثر.
واتّجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في سبتمبر الماضي إلى منع المضي بالصفقة دون موافقته الشخصية، تعبيراً عن توترات سياسية وأمنية، لا سيما التقارير التي اتهمت مصر بانتهاك الملحق الأمني لمعاهدة السلام لعام 1979 عبر تواجد عسكري مكثف في سيناء، وهو ما نفته القاهرة جملة وتفصيلاً.
قطر تدخل على خط السوق المصرية
في ظل تعطّل الصفقة التاريخية، ظهرت تقارير تفيد بأن قطر تسعى لاستغلال الفرصة لتقديم عرض ضخم لمصر لتزويدها بالغاز الطبيعي المسال، في محاولة لتعزيز نفوذها في السوق التي تُعد من أكبر مستوردي الغاز في المنطقة.
مصدر مصري مسؤول أكد إمكانية وجود دعم قطري غير محدود لمصر لاستيراد الغاز، مع التشديد على سياسة التنوع في استيراد الطاقة، واختيار المورد بناءً على السعر الأفضل، في إشارة ضمنية إلى رفض احتمالي لرفع أسعار الغاز الإسرائيلي.
اتفاقات مصرية جديدة مع أمريكا والسعودية
مصر أبرمت اتفاقات لشراء حوالي 80 شحنة من الغاز المسال من شركة “هارتري بارتنرز” الأمريكية بقيمة 4 مليارات دولار، بالإضافة إلى اتفاقيات مع شركات عالمية أخرى بينها “أرامكو” السعودية، في خطوة لتأمين مصادر طاقة متنوعة تعزز أمنها الطاقي.
في نوفمبر 2025، أشار نائب وزير الخارجية الأمريكي إلى أهمية هذه الاتفاقية لدعم المصالح الاقتصادية الأمريكية وتوفير طاقة موثوقة لمصر ودول أخرى.
ضغوط أمريكية لتعجيل موافقة إسرائيل
تتجه الحكومة الإسرائيلية بقيادة وزير الطاقة إيلي كوهين نحو الموافقة النهائية على صفقة الغاز لمصر، تحت ضغط أمريكي قوي يدعم شركات النفط والغاز، حيث تعتبر القاهرة والواشنطن الصفقة ذات أهمية استراتيجية لتعزيز استقرار الطاقة في المنطقة.
أزمة بين مصر وإسرائيل عقب حرب غزة وتوترات سيناء
تعيش العلاقات بين القاهرة وتل أبيب توترات سياسية متزايدة بعد حرب غزة التي بدأت في أكتوبر 2023، ورفض مصر أي تهجير للفلسطينيين من القطاع، إضافة إلى خلافات متعلقة بالملحق الأمني لاتفاقية السلام بجانب ملف الغاز الذي بات نقطة حساسة تجسد الصراعات في المنطقة.
القاهرة تؤكد موقفها وتستعد لمركزية الطاقة في المنطقة
رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أكد أن الاتفاق مع شركة “نيو ميد إنرجي” هو تمديد لاتفاق 2019، لافتاً إلى أن مصر تعمل لتكون مركزاً إقليمياً للطاقة بما يواكب بنيتها التحتية لمحطات الإسالة في إدكو ودمياط، الأمر الذي يفتح أمامها فرصاً لتداول الغاز على مستوى المنطقة.
تتضح من هذه التفاصيل أن مصر تسعى لتأمين إمداداتها من الغاز عبر تنويع الشركاء وسط التعثر الإسرائيلي، مع محاولات قطرية وأمريكية لتعزيز حضورها في السوق المصرية، في إطار مشهد سياسي وإقليمي معقد يربط الطاقة بالأمن والسياسة.




