حذر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، من “انزلاق قطاع غزة إلى الفوضى” وتعطيل خطط إعادة الإعمار والتعافي بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر.
وأبدى تخوفه من “تراجع الزخم والاهتمام الدولي مع كل يوم يتأخر فيه الإجماع الفلسطيني على توحيد مؤسسات الدولة”.
وقال مصطفى خلال جلسة الحكومة الأسبوعية في رام الله: “شعبنا دفع ثمناً باهظاً على مدار عامين من القتل والتهجير، وهذا الثمن لا يجوز أن ينتهي إلى فوضى أو ترتيبات تكرس الأمر الواقع، أو تحويل قضيتنا إلى حالة إغاثية فقط”.
عدم التوصل إلى اتفاق على الحوكمة بين حماس وفتح
ولم تتوصل حركتا فتح وحماس إلى اتفاق حول من سيحكم غزة بعد انتهاء الحرب، فوفقاً لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يُفترض أن تتولى لجنة من المستقلين إدارة غزة بشكل مؤقت، لكن الخلافات بين الفصائل تعيق تنفيذ هذه الخطة.
وأكد مصطفى أن السلطة الفلسطينية هي الكيان الوحيد الشرعي لإدارة غزة. وقال: “أي دولة تحترم نفسها لا تقبل تعدد الأسلحة والقانون والحوكمة، بل يجب أن يكون السلاح والقانون والنظام حصراً بيد الدولة الفلسطينية”.
مصطفى يشدد على أهمية تمكين دولة فلسطين من القيام بواجبها تجاه أهلنا في القطاع
وحذر مصطفى من أن “كل يوم تأخير في الإجماع الوطني يجعل الدول الدولية تفقد اهتمامها”. وشدد على أهمية “تمكين دولة فلسطين من القيام بواجبها تجاه أهلنا في القطاع”.
وأضاف: “المطلوب في هذا الوقت الحرج موقف وطني واضح وصادق، ومضاد لقرارات الاحتلال، بما يمكّن الحكومة الفلسطينية من القيام بدورها الكامل على الأرض في غزة، لتنفيذ خططها للإغاثة والتعافي والإعمار وإعادة الاستقرار”.
مصطفى طالب بضرورة الوحدة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية
وطالب مصطفى الفصائل الفلسطينية بـ”الإجماع الوطني الحقيقي على استعادة دور السلطة الفلسطينية”. وقال: “هذا ليس تنافساً سياسياً، بل مسؤولية وطنية وإنسانية”.
وأشار مصطفى إلى أن “غياب الإجماع الفلسطيني قد يؤثر على الدعم الخليجي والعربي”. وأوضح أن “السعودية تلعب دوراً محورياً في حشد الدعم العربي للقضية الفلسطينية”.
وأعرب مصطفى عن قلقه من أن “المجتمع الدولي قد يفقد اهتمامه” إذا استمرت الخلافات الفلسطينية. وحذر من أن “الزخم الدولي الحالي قد لا يستمر”.
وشدد مصطفى على أن “خطط الحكومة للإغاثة والإعمار تحظى بتأييد المجتمع الدولي وأهلنا في القطاع على حد سواء”.
إسرائيل تعترض على دور السلطة الفلسطينية
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن معارضته الشديدة لأي دور للسلطة الفلسطينية في إدارة غزة بعد الحرب. وقال نتنياهو إنه لن يقبل بـ”إعادة تشغيل” السلطة الفلسطينية.
وأضاف مصطفى أن “إسرائيل تبقى معترضة على عودة السلطة الفلسطينية، لكن غزة يجب أن تُدار بالكامل من قبل السلطة الفلسطينية، ولا نقبل بأدوار جزئية”.
وقال مصطفى إن “القوات الفلسطينية يجري تدريبها في مصر والأردن لكي تقوم بواجباتها”، مشيراً إلى أن “هناك 18 ألف عنصر أمني في غزة وهم مستعدون لاستئناف واجباتهم”، وأضاف أن “هناك تفاهماً مع الدول العربية لدعم السلطة الفلسطينية في تأدية واجباتها في غزة”.




