مطار دبي الدولي يختبر تقنية الذكاء الاصطناعي لفحص الحقائب

مطار دبي الدولي يختبر تقنية الذكاء الاصطناعي لفحص الحقائب في خطوة قد تُلغي قريبًا قاعدة إخراج السوائل وأجهزة اللابتوب من الحقائب

فريق التحرير
فريق التحرير
مطار دبي الدولي يختبر تقنية الذكاء الاصطناعي لفحص الحقائب

يجري مطار دبي الدولي حاليًا تجارب على تقنية جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لفحص الحقائب الأمنية، تهدف إلى إلغاء قاعدة إخراج السوائل والحاسوب المحمول من حقائب المسافرين أثناء التفتيش الأمني، مما قد يغير تجربة السفر بشكل جذري.

تطوير تقنية ثورية للفحص الأمني

أعلن بول غريفيثس، الرئيس التنفيذي لمطارات دبي، في حديث لصحيفة “ناشيونال” أن المطار يقوم بتركيب أجهزة فحص جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في جميع المحطات. وأوضح غريفيثس أن هذه التقنية ستمكن المسافرين من المرور عبر نقاط التفتيش الأمنية دون الحاجة لإخراج العطور والكريمات وزجاجات السوائل من حقائبهم.

تستطيع تقنية الذكاء الاصطناعي الجديدة تحليل محتويات الحقائب على المستوى الجزيئي بطريقة أكثر تفصيلاً لتحديد سلامة المواد المشكوك فيها بسرعة. وقال غريفيثس إن “الذكاء الاصطناعي يمكنه فحص محتويات الحقائب بسرعة وفعالية للتأكد من عدم وجود مواد مشبوهة، مما يوفر خدمة أمنية أكثر قوة وسرعة”.

شراكة مع “سميثس ديتكشن” لتطوير التقنية

منحت مؤسسة دبي لمشاريع الطيران الهندسية في مايو الماضي عقدًا لشركة “سميثس ديتكشن” البريطانية المتخصصة في تقنيات الكشف والفحص الأمني، لتوريد أجهزة فحص متطورة في جميع محطات مطار دبي الدولي. وأكد غريفيثس أن هذه الأجهزة هي ذاتها التي تخضع حاليًا للتجارب.

Advertisement

تتضمن الأجهزة الجديدة نظام “هاي-سكان 6040 سي تي آي إكس موديل-إس” الذي يستخدم تقنية التصوير المقطعي المحوسب، ويتميز بقدرات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي التي توفر دقة أعلى في تحديد التهديدات المحتملة وسرعة أكبر في المعالجة.

التجارب الحالية والنتائج المبشرة

تشير التقارير إلى أن التجارب الجارية حاليًا تظهر نتائج “ناجحة للغاية” وفقًا لتصريحات غريفيثس. وأكد أن الفرق المختصة تشهد “خدمة أسرع وأكثر موثوقية” من خلال استخدام هذه التقنية. كما أشار إلى أن التركيز الأساسي للتجارب يهدف أولاً إلى ضمان الأمان المطلق وتحسين جودة الفحص، ثم تحسين السرعة والكفاءة.

تقدر الشركة المطورة للتقنية أن سرعة معالجة المسافرين ستزيد بنسبة 30 إلى 40 في المائة، حيث ستتمكن نقاط التفتيش من معالجة حوالي 400 مسافر في الساعة الواحدة.

هدف التجربة السلسة للمسافرين

يهدف مطار دبي الدولي إلى تحقيق ما يُطلق عليه “التجربة الخالية من الاحتكاك”، حيث يمكن للمسافرين المرور عبر المطار دون توقف والوصول مباشرة إلى الصالات والمطاعم ومناطق التسوق. وأوضح غريفيثس أن الهدف هو “إعادة الوقت للمسافرين بدلاً من الوقوف في طوابير الانتظار”.

Advertisement

الحاجة الملحة للتطوير

يأتي هذا التطوير في ضوء النمو السريع في أعداد المسافرين عبر مطار دبي الدولي، حيث استقبل المطار رقمًا قياسيًا بلغ 46 مليون مسافر في النصف الأول من عام 2025، بزيادة 2.3 في المائة عن العام السابق. ويتوقع غريفيثس أن يصل العدد السنوي إلى 115 مليون مسافر بحلول عام 2032.

وأشار غريفيثس إلى أن المطار شهد نموًا بنسبة 20 في المائة خلال العقد الماضي دون إضافة بنية تحتية جديدة كبيرة، مما يجعل تحسين كفاءة البنية التحتية الحالية جزءًا مهمًا من استراتيجية النمو للسنوات المقبلة.

التوقيت المرتقب للتطبيق الكامل

لا يزال الجدول الزمني للتطبيق الكامل للتقنية يعتمد على نجاح التجارب وجداول التسليم الموعودة. وقال غريفيثس إن المطار “يريد التسريع في أقرب وقت ممكن”، مضيفًا أنه “إذا سارت الأمور بشكل جيد وتحققت جداول التسليم الموعودة، فنأمل أن نتمكن من وضع هذه القواعد الجديدة، مما سيكون أفضل للعملاء والموظفين وتجربة المطار بأكملها”.

بدأت عملية تركيب الأجهزة الجديدة في يوليو 2025، ومن المتوقع أن تكتمل عبر 118 نقطة تفتيش في المحطات الثلاث خلال 12 شهرًا.

Advertisement

السياق العالمي لإلغاء قاعدة 100 مليلتر

تأتي هذه التطوراتفي إطار توجه عالمي نحو إلغاء قاعدة السوائل بحد 100 مليلتر التي طُبقت منذ عام 2006 بعد إحباط مؤامرة لتفجير طائرات عبر الأطلسي باستخدام متفجرات سائلة. وقد بدأت بعض المطارات الأوروبية بالفعل في إلغاء هذه القاعدة باستخدام تقنيات المسح المقطعي المحوسب المتطورة.

تمثل مبادرة مطار دبي الدولي خطوة رائدة في المنطقة لتطبيق هذه التقنية المتقدمة، مما يعزز مكانة دبي كمركز طيران عالمي رائد في تبني التقنيات المبتكرة لتحسين تجربة المسافرين.