أطلق مطعم في دبي “ذا بانك” في دبي قائمة طعام مصممة خصيصاً للعملاء الذين يستخدمون أدوية إنقاص الوزن مثل “أوزيمبيك” و”مونجارو”، في خطوة تعكس تزايد الطلب على هذه الأدوية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
قائمة ميني المبتكرة
يقع مطعم “ذا بانك” في فندق النهضة في بيزنس باي، ويقدم قائمة “ميني بانسر” التي تضم أطباقاً مصغرة عالية البروتين. تشمل القائمة نسخاً مُصَغَّرة من الأطباق الأكثر مبيعاً في المطعم، مثل سمك القاروص المشوي بنصف الحجم، ودجاج الباربكيو المذاب، والمقبلات الصغيرة كلحم كباب الخروف، وجمبري النمر، وتارتار لحم الواغيو.
كما تتضمن القائمة حلويات مصغرة مثل قطع البقلاوة وفطيرة التفاح صغيرة الحجم، بالإضافة إلى كوكتيلات مصغرة بسعر 48 درهماً للكأس الواحد. تشمل هذه الكوكتيلات مشروب “إل بيبينو” المُحضَّر من تيكيلا كاساميغوس مع الريحان والخيار والأناناس والليمون، و”ذا فاسي كات” بالجين الجاف وشاي البابونج والليتشي.

أسباب إطلاق القائمة
أطلق المطعم هذه القائمة استجابة للتزايد المستمر في استخدام أدوية مجموعة “جي إل بي-1” مثل أوزيمبيك ومونجارو وويغوفي في دولة الإمارات. تعمل هذه الأدوية على إبطاء عملية الهضم وإرسال إشارات للمخ لتعزيز الشعور بالشبع، مما يؤدي إلى تقليل الشهية وفقدان الوزن.
قال مازلوم توبكو، الشريك المؤسس لمطعم “ذا بانك”: “الأشخاص ما زالوا يتناولون الطعام في المطاعم، لكنهم يصلون بشهية أقل. ما يريده هذا الضيف الجديد حقاً هو فرصة لتناول كمية أقل دون جذب الانتباه إلى ذلك أمام المطعم بأكمله”.
نجاح التجربة اللندنية
جُرِّبت فكرة القائمة أولاً في فرع المطعم في لندن قبل إطلاقها في دولة الإمارات. حسب القائمين على المطعم، لقيت الفكرة استجابة إيجابية، خاصة بين الأشخاص الذين توقفوا عن تناول الطعام خارج المنزل بسبب الآثار الجانبية لأدوية “جي إل بي-1”.
نمو سوق أدوية التنحيف في الإمارات
تشهد دولة الإمارات نمواً متزايداً في استخدام أدوية إنقاص الوزن، حيث بلغت قيمة السوق الإماراتية لمُستقبِلات “جي إل بي-1” نحو 77 مليون دولار أمريكي في 2023، ومن المتوقع أن تصل إلى 371.6 مليون دولار بحلول 2030.
يُعَد أوزيمبيك (سيماغلوتايد) أكبر قطاع من ناحية العائدات بنسبة 54.55% في 2024، فيما تشهد المنتجات الأخرى النمو الأسرع خلال فترة التوقعات. تبلغ تكلفة أوزيمبيك 1 ملليغرام نحو 1200 درهم لمدة أربعة أسابيع، بينما يبلغ سعر مونجارو 1734 درهماً.

تحديات السوق الإماراتي
تواجه السوق الإماراتية نقصاً في هذه الأدوية بسبب الطلب المرتفع من الأشخاص الذين يستخدمونها لإنقاص الوزن. قال روشان عبد الحميد، رئيس قطاع التجزئة في صيدلية بورجيل: “كان هناك طلب كبير على الحقنتين. مونجارو نفد من المخزون بينما يوجد القليل من حقن أوزيمبيك”.
وأضاف: “إنه ليس سعراً رخيصاً للأدوية لكن الأشخاص مستعدون لإنفاق هذا المبلغ من المال لإنقاص الوزن. مرضى السكري الحقيقيون لا يستطيعون الحصول على الدواء لأنه يُباع بسرعة”.
انتشار عالمي للقوائم المخصصة
لا يُعَد مطعم “ذا بانك” الأول في إطلاق قائمة “أوزيمبيك”، حيث أظهرت دراسة استقصائية شملت 1000 مستخدم لأدوية “جي إل بي-1” في الولايات المتحدة أن 54% منهم قالوا إنهم يتناولون الطعام خارج المنزل بشكل أقل أو أقل تكراراً منذ بدء تناول الدواء.
أطلقت مجموعة مطاعم “كلينتون هول” في نيويورك وجبة “تيني ويني ميني” التي تشمل همبرغر صغير وبطاطس قليلة وبيرة صغيرة. كما يقدم مطعم “تاون” في لندن نصف حصص من أطباق القائمة الرئيسية والحلويات.

المستقبل المتوقع
تتوقع دراسات أن تنمو شعبية هذه الأدوية، حيث يُقدِّر محللو مورغان ستانلي أن تبلغ قيمة السوق العالمي لأدوية “جي إل بي-1” نحو 105 مليار دولار بحلول 2030، كما يُتوقَّع أن يتناول 31.5 مليون شخص هذه الأدوية بحلول 2035.
تُمثِّل مبادرة مطعم “ذا بانك” نموذجاً لتكيُّف صناعة المطاعم مع التغيُّرات في عادات الأكل الناتجة عن استخدام أدوية التنحيف الجديدة، مما يوفر تجربة طعام مريحة للعملاء دون إحراج أو إهدار للطعام.




