معرض صوت مصر يعيد إحياء إرث أم كلثوم في قصر عائشة فهمي

يقام حالياً في مجمع الفنون بقصر عائشة فهمي في الزمالك معرض “صوت مصر.. الصوت الذي ألهم الصورة”، وهو أول تجربة بصرية توثيقية متكاملة لمسيرة كوكب الشرق أم كلثوم في إطار احتفاء مصر بـ”عام كوكب الشرق” لمناسبة مرور 50 عاماً على رحيلها. افتتح المعرض وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو في 18 أغسطس، مؤكداً أن المعرض…

فريق التحرير
فريق التحرير

ملخص المقال

إنتاج AI

يقام في قصر عائشة فهمي معرض "صوت مصر" احتفاءً بمسيرة أم كلثوم، ويتضمن أعمالاً فنية ومقتنيات شخصية نادرة، وقسماً توثيقياً من الصحافة المصرية. يهدف المعرض لإعادة تقديم أم كلثوم للأجيال الجديدة بلغة بصرية إبداعية.

النقاط الأساسية

  • معرض "صوت مصر" يحتفي بمسيرة أم كلثوم في قصر عائشة فهمي بالزمالك.
  • يضم المعرض مقتنيات شخصية نادرة لأم كلثوم، ولوحات فنية مستوحاة منها.
  • يهدف المعرض لتقديم أم كلثوم للأجيال الجديدة بلغة بصرية إبداعية.

يقام حالياً في مجمع الفنون بقصر عائشة فهمي في الزمالك معرض “صوت مصر.. الصوت الذي ألهم الصورة”، وهو أول تجربة بصرية توثيقية متكاملة لمسيرة كوكب الشرق أم كلثوم في إطار احتفاء مصر بـ”عام كوكب الشرق” لمناسبة مرور 50 عاماً على رحيلها. افتتح المعرض وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو في 18 أغسطس، مؤكداً أن المعرض “يُجسد عبقرية كوكب الشرق بوصفها رمزاً استثنائياً للهوية المصرية”.

يشارك في المعرض 29 فناناً من أجيال واتجاهات مختلفة، قدموا أعمالاً متنوعة في مجالات التصوير والنحت، منهم سيف وانلي وجمال السجيني وبيكار وبهجوري وطاهر عبد العظيم وخالد سرور وأحمد عبد العزيز. كما يضم المعرض قسماً توثيقياً خاصاً يحكي قصة أم كلثوم من خلال الصحافة المصرية على مدار قرن كامل، عبر عرض صفحات أصلية من الجرائد والمجلات التي رصدت مسيرتها الفنية.

فساتين وإكسسوارات تحكي قصة الأناقة الأيقونية

يضم المعرض مجموعة نادرة من مقتنيات أم كلثوم الشخصية التي تمت استعارتها من متحفها في المنيل، والتي تعكس أسلوبها الأيقوني في الأناقة. من أبرز المعروضات فستان أسود مخملي بأكمام طويلة مزخرف بالزهور الملونة عند الأكمام وذيل الفستان، وفستان أسود مخملي سادة طويل أنيق من الفساتين المميزة لكوكب الشرق.

كما يعرض المعرض فستاناً كريمياً بنصف أكمام مكون من جاكيت من نفس اللون مصمم بأكمام طويلة وبأزرار ذهبية. وبجانب الفساتين المعروضة، توجد حقيبة وحذاء يجمعان بين اللونين الأصفر والبني، بالإضافة إلى نظارة شمسية سوداء مزينة والتي يُقال إنها مرصعة بالألماس.

Advertisement

النظارات الشمسية: قصة خاصة مع التحديات الصحية

من بين المقتنيات المؤثرة في المعرض مجموعة من النظارات الشمسية والقفازات السوداء التي اضطرت أم كلثوم لارتدائها بعد معاناتها من مشاكل في الغدة الدرقية. هذه المشاكل الصحية تركت أثرها على عينيها وأخرجتهما نوعاً ما إلى الخارج فيما يُسمى بـ”جحوظ العين”، مما اضطرها لارتداء النظارات الشمسية في معظم إطلالاتها العامة والحفلات.

تُظهر هذه المقتنيات الجانب الإنساني من شخصية أم كلثوم وكيف تعاملت مع التحديات الصحية بأناقة وكرامة، محولة ما كان يمكن أن يكون عائقاً إلى جزء من هويتها البصرية المميزة. النظارات الشمسية أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الصورة الأيقونية لكوكب الشرق في أذهان محبيها.

قصر عائشة فهمي: مكان يحمل ذكريات متشابكة

اختيار قصر عائشة فهمي كمكان لإقامة المعرض لم يكن عشوائياً، فالقصر الذي بُني عام 1907 على يد المصمم الإيطالي أنطونيو لاشاك يحمل في طياته قصصاً وذكريات مؤثرة. القصر الكلاسيكي المكون من دورين في منطقة الزمالك شهد قصة حب وغيرة بين الفنان يوسف وهبي وزوجته عائشة فهمي، التي انتهت بطلاقهما بعد زواجها من الفنان محمود شكوكو انتقاماً من زوجها السابق.

هذا التشابك العاطفي بين أصداء الماضي وحضور أم كلثوم القوي في القصر يخلق أجواءً استثنائية للزوار، حيث يتناغم صوت كوكب الشرق مع تاريخ المكان وذكرياته. الدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، أكد أن المعرض “يحيي سيرة أم كلثوم في المكان الذي يجمع بين التاريخ والفن تقديراً لسيرتها وإرثها الفني”.

Advertisement

تجربة تفاعلية تجمع بين الماضي والحاضر

يوفر المعرض تجربة تفاعلية غنية تمزج بين الفنون البصرية والذاكرة الغنائية، حيث يمكن للزوار مشاهدة مقاطع فيديو نادرة لأم كلثوم، والاستماع إلى تسجيلاتها الأصلية، والاطلاع على مذكراتها التي كتبها الصحافي علي أمين ورسمها الفنان بيكار. كما يضم المعرض الغرامافون والراديو الخاصين بها، ورسائل وقصائد مكتوبة بخط الشعراء لها.

من اللوحات المميزة في المعرض عمل للفنان علي سعيد يُظهر أم كلثوم وسط أغنية، ممسكة بميكروفون على شكل زهرة لوتس ترمز للخلود والنقاء، بينما تحيط بها وجوه المستمعين في حالة من النشوة الطربية. كما يعرض المعرض لوحة للفنان سعيد سيد تحول صوتها إلى طاقة بصرية من خلال خطوط تتموج كأمواج صوتية.

رسالة ثقافية للأجيال الجديدة

يهدف المعرض، وفقاً لمنسقه الفنان علي سعيد، إلى “إعادة تقديم أم كلثوم بلغة بصرية إبداعية” للأجيال الجديدة. المعرض لا يقتصر على الاحتفاء بالماضي، بل يسعى لتعريف الشباب بهذه الأيقونة الثقافية وأثرها في تشكيل الهوية المصرية والعربية.

Advertisement

الدكتور إسلام عاصم، المشرف على شق التوثيق التاريخي، أشار إلى أن المعرض “يبرز قوة المرأة المصرية عن جدارة من خلال الاستعراض الفني والتاريخي لمسيرتها وقوة إلهامها لمبدعين آخرين”. كما أكد أن أم كلثوم تظل “ملهمة للمرأة في كل مكان” من خلال قصة صعودها من قرية طماي الزهايرة إلى مكانتها في الغناء العربي.

معلومات عملية للزوار

المعرض مفتوح مجاناً للجمهور ويستمر حتى 15 نوفمبر 2025، يومياً من التاسعة صباحاً حتى التاسعة مساءً عدا يوم الجمعة. يقع المعرض في مجمع الفنون بقصر عائشة فهمي في شارع أباظة بالزمالك، المطل على ضفاف النيل.

يُعقد على هامش المعرض مجموعة من الندوات والفعاليات الثقافية والفنية طوال فترة إقامته، كما صدر كتاب توثيقي مصور يحمل عنوان “صوت مصر” يتضمن رصداً شاملاً لمسيرة أم كلثوم من البدايات حتى الرحيل.

يمثل معرض “صوت مصر” تجربة ثقافية استثنائية تعيد الجمهور إلى زمن كوكب الشرق من خلال تفاصيل حياتها الخاصة وأسلوبها الأيقوني الذي لا يزال يلهم أجيالاً متعاقبة، مؤكداً على أن إرث أم كلثوم يتجاوز الزمن ليبقى جزءاً حياً من الذاكرة الجمعية المصرية والعربية.

Advertisement