أثار مقتل وزير روسي سابق جدلاً واسعًا بعد العثور على جثته داخل سيارته، وذلك بعد ساعات فقط من إعفائه من منصبه بمرسوم رئاسي.
التحقيقات تشير إلى انتحار بعد قرار الإعفاء
أعلنت السلطات الروسية، صباح الاثنين، عن إعفاء رومان ستاروفويت من مهامه كوزير للنقل، ليُعثر لاحقًا على جثته مصابة بطلق ناري في ضاحية أودينتسوفو قرب موسكو. وأفادت لجنة التحقيق بأن الجثة كانت داخل سيارة “لكزس”، وأوضحت المتحدثة الرسمية سفيتلانا بيتْرينكو أن فرضية الانتحار هي الأقرب.
مقتل وزير روسي يسلّط الضوء على اضطرابات داخل السلطة
لم تُعلن الرئاسة الروسية أسباب الإعفاء، واكتفى المتحدث باسم الكرملين بالقول إن القرار لا يتعلق بفقدان الثقة. وكان ستاروفويت قد تولى وزارة النقل في مايو 2024، بعد فترة توليه حكم منطقة كورسك، حيث تعرض لانتقادات تتعلق بغياب الإجراءات الأمنية خلال هجمات أوكرانية.
تزامن قرار الإعفاء مع اضطرابات كبيرة في قطاع الطيران، إذ أعلنت الهيئة الفدرالية للطيران المدني عن تأخر أكثر من 1900 رحلة، وتحويل 88 رحلة، بسبب “تدخل خارجي” غير محدد. وأكدت وزارة الدفاع الروسية أنّها اعترضت مئات الضربات الأوكرانية خلال نفس الفترة.
بقرار رئاسي، حلّ أندريه نيكيتين نائب الوزير مكان ستاروفويت مؤقتًا. وما زالت التحقيقات جارية لتحديد ما إذا كان الحادث انتحارًا بالفعل أم يحمل أبعادًا أخرى. وأكدت السلطات أنّ العمل يجري بشكل مكثف لكشف الملابسات المحيطة بالوفاة.
حادثة مقتل وزير روسي ليست الأولى من نوعها. ففي يناير 2015، توفي وزير داخلية جمهورية ماري إل بعد انتحاره، وكذلك أقدم الجنرال فلاديمير ماكاروف على الانتحار بعد إعفائه من منصبه. هذه الحالات تعزز فرضية الضغوط المتزايدة داخل النظام الروسي، خاصة في ظلّ التصعيد المستمر مع أوكرانيا.
يثير هذا الحادث تساؤلات حول طبيعة التوتر داخل دوائر الحكم الروسية، وحجم الضغوط السياسية والنفسية التي يتعرض لها المسؤولون، في وقت تشهد فيه روسيا تحديات عسكرية وأمنية واقتصادية متزايدة.