تتصدر ملفات التعاون الاقتصادي والاستثماري جدول زيارة الرئيس الكوري الجنوبي لي جيه ميونج إلى القاهرة في نوفمبر 2025، وسط اهتمام رسمي بدفع العلاقات المصرية–الكورية نحو شراكة استراتيجية أعمق وأوسع على جميع المسارات.
توسيع الشراكة الصناعية والتكنولوجية
يناقش الرئيسان السيسي ولي خطط توسيع الاستثمارات الكورية في الصناعات المتقدمة بمصر، خصوصًا المكونات الإلكترونية والسيارات الذكية. تستهدف الاتفاقيات المرتقبة توطين الصناعة عبر نقل تكنولوجيا التصنيع الكوري وتدريب الكوادر الفنية والاستفادة من خبرات كوريا في التحول الرقمي والمدن الذكية، خاصة في العاصمة الإدارية الجديدة والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
تركز المباحثات على دعم مشاريع إنتاج السيارات الكهربائية، تطوير القطارات والمترو، وتوسيع خطوط إنتاج حلول الطاقة النظيفة، لتصبح مصر مركزًا إقليميًا للتكنولوجيا والتصدير في أفريقيا والشرق الأوسط.
الدعم المتبادل في التعليم والطاقة
تشمل ملفات الزيارة تعزيز التعاون الأكاديمي عبر برامج تبادل الطلاب ومنح دراسية مع جامعات كورية، وكذلك دعم تأسيس مراكز بحثية متقدمة للكهرباء والطاقة المتجددة. تهدف تلك المبادرات إلى رفع كفاءة منظومة التعليم العالي والبحث العلمي في مصر وتحسين نقل المعرفة من الشركاء الكوريين لصالح القطاعات التنموية الوطنية.
في قطاع الطاقة، تعزز كوريا الجنوبية شراكتها مع مصر في توريد معدات المفاعلات النووية السلمية ودعم شبكات الكهرباء الذكية، وتقديم حلول تقنية للاستفادة القصوى من المصادر المتجددة كالشمس والرياح.
قناة السويس والجسر التجاري إلى أفريقيا
تولي كوريا اهتمامًا خاصًا للمنطقة الاقتصادية بقناة السويس، وتسعى لجعلها مركزًا محورياً للتجارة الدولية بين آسيا وأفريقيا، من خلال تطوير الموانئ ومجمعات الصناعات اللوجستية. وتوفر بيوت خبرة كورية أحدث نظم الإدارة الذكية لسلاسل الإمداد والتخزين، بما يضمن زيادة العوائد المصرية من العبور والتخزين والخدمات البحرية.
توقيع اتفاقيات جديدة وبرنامج زيارة مزدحم
من المتوقع توقيع عدة مذكرات تفاهم اقتصادية وتكنولوجية، مع تنظيم منتدى أعمال مصري–كوري بحضور كبرى الشركات الاستثمارية من الجانبين، ولقاءات مكثفة بين رجال الأعمال لتعزيز الشراكة في الاستثمار والبنية التحتية والتصنيع الدوائي.
كما يشمل جدول الزيارة كلمة للرئيس الكوري في جامعة القاهرة حول مستقبل العلاقات الشرق أوسطية، وتأكيد التزام كوريا بنقل المعرفة والخبرات إلى شركائها في مصر عبر برامج مستدامة تنقل البلدين إلى عهد جديد من التعاون.
تشهد القاهرة خلال هذه الزيارة زخماً دبلوماسياً واستثمارياً غير مسبوق، مع توقعات بأن تسهم الاتفاقيات والتفاهمات الحكومية والتجارية المرتقبة في نمو الاقتصاد المصري ونقل التجربة الكورية بفاعلية إلى أرض الكنانة خلال العقود المقبلة.




