نظّمت فرقة “ناما” للعرائس والرقص في العاصمة المالية باماكو الدورة التاسعة من مهرجان “رونديه فو شيه نو” من السادس إلى الثامن من نوفمبر الجاري، رغم التهديدات المتواصلة من المسلحين الجهاديين.
وجاب موكب من العرائس العملاقة شوارع أحد أحياء باماكو وسط دراجات نارية وسيارات أجرة تتنقل عبر الطرقات المزدحمة، متوقفة بين الحين والآخر لإفساح المجال لمرور الدمى.
وعقد المهرجان، الذي يعني اسمه بالفرنسية “تعالوا إلينا” أو “التقوا في مكاننا”، في توقيت عصيب حيث فرضت جماعات مسلحة موالية لتنظيم القاعدة حصاراً طويلاً على واردات الوقود إلى هذه الدولة الحبيسة، ما أدى إلى نقص حاد وذعر واسع النطاق.
واضطرت السلطات إلى إغلاق المدارس مؤقتاً، بينما نصحت عدة سفارات مواطنيها بإخلاء البلاد خلال الحصار.
ماغاسامبا: نحن فنانون، نقاتل التحديات من خلال فننا
وقال ياكوبا ماغاسامبا، مدير المهرجان، لوكالة أسوشيتد برس “نحن فنانون، نقاتل التحديات من خلال فننا، نحن ملتزمون ولن نوقف أنشطتنا، لأن إلغاء هذا المهرجان سيمثل انتساراً للجهاديين”.
وأضاف عضو فريق التنظيم والمخرج المسرحي الشهير أداما تراوري أن المهرجان يهدف إلى إبراز “مواهبنا وقدراتنا عبر الاستلهام من تراثنا الثقافي الحضري”.
الموكب شمل أكثر من مئتي دمية ترمز للمرأة المالية المعاصرة
وشمل الموكب أكثر من مئتي دمية ترمز للمرأة المالية المعاصرة، تتميز بعيون مفتوحة على اتساعها وأقراط كبيرة وتسريحات شعر عصرية، وترتدي أقمشة ملونة زاهية، وسط هتافات آلاف المتفرجين.
كما تضمن المهرجان دمىً لحيوانات مثل الأسود والخيول والضباع، ترمز إلى الوحدة والتعايش، ما يعكس رسالة التماسك الاجتماعي.
وتحتل العرائس مكانة ثقافية عريقة في مالي، إذ تُستخدم تقليدياً لرواية القصص ونقل الحكمة. وقال غو لانز، ممثل السفارة الإسبانية التي ساهمت في تمويل المهرجان “فن العرائس يجسد الثقافة المالية، ولهذا نسعد بأن نكون مرتبطين بمثل هذه المبادرات”.
مهرجان العرائس استقطب فنانين من دول من بينها ساحل العاج وبوركينا فاسو وغينيا والسنغال
استقطب المهرجان شباناً وفنانين للعرائس من عدة دول في المنطقة، بينها ساحل العاج وبوركينا فاسو وغينيا والسنغال وغانا وتوغو، رغم التهديدات الأمنية المستمرة.
وقال كاليبا موزو من توغو إنه انبهر بالعمل الجماعي الذي أنتج الدمى، مشيراً إلى أن “خلف كل دمية يكمن عمل جماعي، مع أفراد متخصصين في إعادة تشكيل مواد مثل الأنابيب والخيوط ولفائف القماش لإنشاء الدمى”.
وتنتمي مالي إلى مجموعة دول منطقة الساحل التي واجهت عنف الجهاديين لسنوات وتخضع حالياً لحكم عسكري، لكنها تظل وجهة محبوبة للاحتفال بالفنون والثقافة ونمط الحياة.




