يُطلَق على مواليد الأعوام من منتصف العقد الحالي اسم “جيل بيتا” (Generation Beta)، وهم الجيل الذي سيبدأ فعليًا من 2025/2026 وحتى نحو 2039 وفق أغلب التقديرات الديموغرافية الحديثة. هذا الجيل يُنظر إليه بوصفه أول جيل ينشأ بالكامل داخل بيئة رقمية مغمورة بالذكاء الاصطناعي والواقع المعزَّز والعملات الرقمية والأنظمة المؤتمتة، ما يجعل “العقلية الرقمية الخالصة” جزءًا من تكوينه الطبيعي لا مهارة مكتسبة لاحقًا.
من هم مواليد “جيل بيتا”؟
وفق التعريف الذي صاغه الباحث الديموغرافي مارك ماكريندل، يُعدّ الأطفال المولودون بين 2025 و2039 – مع اختلاف بسيط بين الدراسات حول سنة البداية (2025 أو 2026) – هم جيل بيتا، وهو الجيل اللاحق مباشرة لجيل ألفا (تقريبًا 2010–2024). التوقعات تشير إلى أن هذا الجيل سيكوّن بحلول منتصف ثلاثينيات القرن الحالي حوالي 16% من سكان العالم، وأن معظم أفراده سيعيشون حتى يروا بدايات القرن الثاني والعشرين، ما يعني أنهم سيحملون على عاتقهم تبعات قراراتنا التقنية والبيئية اليوم. أبناء جيل بيتا هم غالبًا أولاد وبنات جيلَي الألفية (Millennials) و”زد” (Gen Z)، وهما جيلان متمرسّان رقميًا سيشكلان وعي أبنائهما على أساس أن التكنولوجيا هي الوضع الافتراضي للحياة اليومية.
طفولة رقمية في عالم يقوده الذكاء الاصطناعي
خبراء الاجتماع والتقنية يتوقعون أن يعيش جيل بيتا طفولة مختلفة جذريًا: مدارس تعتمد على فصول واقع افتراضي ومعزَّز، ومساعدة تعليمية من نظم ذكاء اصطناعي شخصية، ومنازل ذكية يديرها الصوت والأوامر الرقمية، وحتى ألعاب وصداقات تُبنى داخل منصات ميتافيرس متطورة. تقارير متخصصة تؤكد أن هؤلاء الأطفال سيكونون “أبناء عصر الذكاء الاصطناعي” بالمعنى الحرفي: يتعاملون مع روبوتات المساعدة والأنظمة المؤتمتة منذ سنواتهم الأولى، ويرون العملات الرقمية والخدمات غير الملموسة جزءًا عاديًا من الاقتصاد، لا مفاهيم جديدة أو معقدة. في المقابل، تحذّر دراسات في الأنثروبولوجيا الرقمية من مخاطر الانغماس الكامل في العوالم الافتراضية، والتنمر الإلكتروني، وتآكل الخصوصية تحت مظلة “المراقبة الشاملة” التي تسمح بها البنية الرقمية، ما يجعل التحدي الأكبر أمام جيل بيتا هو الحفاظ على “إنسانية” علاقاته وقدرته على التفكير الهادئ بعيدًا عن إملاءات الخوارزميات.




