تواجه العاصمة العراقية موجة حر شديدة خلال شهر يوليو، حيث تتجاوز درجات الحرارة 46 درجة مئوية مع توقعات ببلوغها 50 درجة. هذه الظروف المناخية القاسية تنذر بآثار واسعة على الحياة اليومية والخدمات العامة.
الهيئة الجوية العراقية تحذر من موجة حر شديدة
أصدرت الهيئة العامة للأنواء الجوية تحذيرات من موجة حر شديدة وممتدة تؤثر على معظم المحافظات. أكدت أن الطقس سيبقى شديد الحرارة خلال نهاية الأسبوع، مع تجاوز الحرارة للمعدلات الموسمية المعتادة، خاصة في بغداد والمناطق الجنوبية.
موجة حر شديدة تضرب العاصمة العراقية
بحسب مركز الطقس العربي، تتراوح درجات الحرارة العظمى في بغداد بين 49 و50 درجة مئوية، بينما تصل إلى 52 مئوية في البصرة والمناطق الصحراوية. هذه المستويات تعتبر من بين الأعلى المسجلة خلال العام الجاري.
تأثير الموجة الحارة على البنية التحتية والخدمات
أسفرت موجة الحر الشديدة عن ضغط كبير على شبكة الكهرباء في العراق، التي تعاني من ضعف مزمن. وزارة الداخلية أعلنت حالة إنذار لفِرق الدفاع المدني لمدة ثلاثة أشهر لمواجهة الحرائق والحر الشديد.
في بغداد، لا تتجاوز ساعات التجهيز الكهربائي ست ساعات يومياً، فيما يعاني سكان الأطراف من انقطاعات أطول. أصحاب المولدات الأهلية يفرضون أسعاراً مرتفعة للأمبير، مما يزيد العبء على المواطنين.
الاستجابة الحكومية والصحية
اتخذت الحكومة العراقية إجراءات احترازية، أبرزها تقليص ساعات العمل الرسمية لتبدأ في السابعة صباحاً وتنتهي عند الواحدة ظهراً. كما مُنحت المحافظات صلاحية إعلان عطلة رسمية عند بلوغ الحرارة 50 درجة مئوية أو أكثر.
في الجانب الصحي، أصدرت وزارة الصحة إرشادات وقائية للمواطنين لتفادي ضربات الحر، مع تسجيل حالات إصابة متزايدة في مستشفيات البلاد. وشهد مستشفى الرمادي استقبال أكثر من 10 حالات يومياً بسبب الإجهاد الحراري.
أزمة المياه تزيد من حدة الوضع
تشهد البلاد أزمة مياه غير مسبوقة، حيث بلغ المخزون الحالي نحو 10 مليارات متر مكعب فقط، مقابل الحاجة إلى 18 مليار متر مكعب. وتعود أسباب هذا التراجع إلى انخفاض تدفق نهري دجلة والفرات بسبب السدود في دول الجوار.
أكدت وزارة الموارد المائية أن العراق يواجه أسوأ موسم مائي منذ 80 عاماً، مما يزيد من معاناة السكان في ظل موجة حر شديدة.
التغير المناخي وأثره طويل المدى
صنفت الأمم المتحدة العراق ضمن أكثر خمس دول تأثراً بتغير المناخ. ارتفعت درجات الحرارة بمعدل 0.5 درجة مئوية كل عقد منذ بداية القرن، وهو معدل أعلى من المتوسط العالمي.
تعاني الأهوار الجنوبية من انخفاض كبير في منسوب المياه، حيث أكدت منظمة الأغذية والزراعة أن المنطقة تشهد أسوأ موجة حر منذ 40 عاماً، مما يُهدد النظام البيئي والتنوع الحيوي.
تداعيات اقتصادية كبيرة
أثرت موجة الحر الشديدة على الأنشطة الاقتصادية، خاصة في قطاعات البناء والزراعة. توقف عمال البناء عن العمل خلال النهار في العديد من المناطق، لتجنب التعرض المباشر للشمس.
أما القطاع الزراعي، فتكبد خسائر فادحة نتيجة التصحر والجفاف، حيث يهدد الوضع الحالي 92% من الأراضي الزراعية. وأفاد المزارعون في تقارير حديثة بأنهم اضطروا لتقليص المساحات المزروعة بسبب نقص المياه.
احتجاجات شعبية على ضعف الخدمات
خرج عشرات المواطنين في حي الأمين ببغداد احتجاجاً على انقطاع الكهرباء وارتفاع الحرارة. أشعل المتظاهرون الإطارات، فيما استخدمت قوات الأمن العصي لتفريقهم، مما أسفر عن إصابات.
تعكس هذه الاحتجاجات تصاعد الغضب الشعبي تجاه الخدمات الأساسية، وتؤكد الحاجة الماسة إلى تحسين البنية التحتية في مواجهة الظواهر المناخية المتطرفة.
مبادرات محلية للتكيف مع موجة حر شديدة
بادرت الجمعية العراقية للهلال الأحمر بإطلاق مشاريع للتخفيف من آثار موجة الحر، لا سيما في المحافظات الأكثر فقراً كالمثنى. وتشمل هذه المبادرات توزيع المياه الباردة وتوفير التوعية الميدانية.
من جهة أخرى، يلجأ السكان إلى حلول تقليدية مثل تغطية مقابض الأبواب لتقليل سخونتها، والاحتماء بالمياه المتدفقة من أنابيب التبريد في الشوارع، في محاولات للتأقلم مع درجات الحرارة الشديدة.
خلاصة الوضع الحالي
يواجه العراق تحدياً مناخياً متفاقماً، حيث تضربه موجة حر شديدة تترافق مع أزمة مياه وطاقة. تتخذ الحكومة بعض التدابير الوقائية، إلا أن الوضع يتطلب حلولاً جذرية واستجابة شاملة للتغيرات المناخية. ويبقى المواطن العراقي في قلب المعاناة اليومية، مطالباً بحلول فعالة ومستدامة.