تشهد منطقة البحر الأبيض المتوسط موجة حر شديدة، حيث تجاوزت درجات الحرارة 40 درجة مئوية في عدة دول، مما أدى إلى تحذيرات واسعة النطاق بشأن المخاطر الصحية والبيئية.
موجة حر شديدة تضرب عدة دول أوروبية
امتدت الموجة من إسبانيا إلى اليونان، مروراً بفرنسا والبرتغال، مع تسجيل درجات حرارة تتجاوز المعدلات الطبيعية بثلاث درجات مئوية منذ بداية يونيو. واعتبرت وكالة الأرصاد الإسبانية أن يونيو 2025 قد يكون الأشد حرارة تاريخياً، نتيجة كتلة هوائية حارة وجافة ستؤدي لارتفاع إضافي في درجات الحرارة.
موجة حر شديدة ترفع الإنذارات وتحفّز الإجراءات الوقائية
في إسبانيا، توقعت وكالة AEMET بلوغ درجات الحرارة أكثر من 35 درجة مئوية يومي الجمعة والسبت، مع توصيات باستخدام أجهزة التكييف وتجنب التعرض المباشر للشمس. كما شددت السلطات على تقليل الأنشطة الخارجية خلال أوقات الذروة.
أما في فرنسا، فقد أعلنت وكالة Météo-France عن عودة موجة حر جديدة مع وصول الحرارة إلى 39 درجة مئوية محلياً. وتم تفعيل التنبيه البرتقالي في عدة مناطق، ونصحت السلطات المواطنين بتقليل الحركة وتجنب الأماكن المفتوحة.
وفي البرتغال، بدأت الموجة السبت مع توقعات بتجاوز الحرارة 40 درجة شمالاً وجنوباً، وقد تصل إلى 42 درجة في لشبونة. حذرت السلطات من اشتداد خطر حرائق الغابات خاصة في المناطق الداخلية وساحل الغارف، وشجعت على اتخاذ التدابير الوقائية وخفض نشاط الشواء.
اليونان لم تكن استثناء، حيث سجلت أثينا 42 درجة مئوية، ما دفع الجهات المعنية إلى اعتماد العمل عن بعد وتقييد الأعمال الخارجية. تم افتتاح مراكز تبريد مؤقتة للمسنين والمرضى، وصدرت توصيات بشرب الماء وتجنب أشعة الشمس خلال ساعات الذروة.
التسخين البحري يعمّق أثر موجة حر شديدة
أشارت بيانات برنامج كوبرنيكوس إلى أن حرارة سطح البحر المتوسط ارتفعت بأكثر من 5 درجات مئوية فوق المعدلات الموسمية، مما فاقم موجة حر شديدة في اليابسة ورفع درجات الحرارة الليلية. وقد رُصدت زيادات كبيرة خاصة على السواحل الإسبانية والفرنسية.
دعوات للتوعية والمواجهة في ظل موجة حر شديدة
أطلقت وزارات الصحة والحماية المدنية حملات توعية واسعة للتعامل مع موجة حر شديدة، وناشدت السكان البقاء في أماكن باردة، وشرب الماء باستمرار، وتجنب النشاط البدني الشاق في أوقات الذروة. كما شجعت على تأجيل الأعمال الخارجية ووضع خطط طوارئ للكهرباء والمياه.
ورغم توقعات بانخفاض الحرارة بنحو خمس درجات الأسبوع المقبل، تبقى احتمالات موجات حر جديدة قائمة ما لم تُتخذ إجراءات مناخية بعيدة المدى.
