تعتزم شركة ميتا بلاتفورمز طرح نظام ذكاء اصطناعي مؤتمت بالكامل لإنشاء الإعلانات واستهدافها بحلول نهاية العام المقبل، وفقًا لمصادر مطلعة نقلتها صحيفة وول ستريت جورنال. تمثل هذه الخطوة تحولًا كبيرًا نحو الأتمتة الكاملة في مجال الإعلانات الرقمية، حيث ستحتاج العلامات التجارية فقط إلى توفير صورة المنتج وتحديد الميزانية، بينما سيتولى الذكاء الاصطناعي الخاص بميتا إنشاء المحتوى الإبداعي بالكامل، واختيار الجماهير المستهدفة، وإدارة الحملات عبر فيسبوك وإنستغرام. تؤكد هذه المبادرة كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل العمليات التجارية الأساسية في شركات التكنولوجيا الكبرى، وتهدد بإحداث تغيير جذري في عمل وكالات الإعلان التقليدية.
كيف يعمل نظام أتمتة إعلانات ميتا بالذكاء الاصطناعي؟
بموجب النظام الجديد، سيقوم المعلنون بتحميل صورة المنتج وتحديد هدف الميزانية، ثم يقوم الذكاء الاصطناعي الخاص بميتا بإنشاء إعلانات كاملة تشمل المرئيات والفيديو والنصوص. ستعمل هذه التكنولوجيا أيضًا على تحديد أفضل استهداف عبر 3.43 مليار مستخدم عالمي لميتا، وتقديم توصيات بشأن الميزانية.
تخطط ميتا لتمكين التخصيص في الوقت الفعلي، حيث تعرض على المستخدمين إصدارات مختلفة من الإعلانات بناءً على عوامل مثل الموقع الجغرافي. ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال: “على سبيل المثال، قد يرى الشخص الذي يشاهد إعلانًا لسيارة في مكان ثلجي السيارة وهي تتسلق جبلًا، بينما يراها شخص آخر في منطقة حضرية وهي تقود في شارع المدينة”.
وقد أوضح الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج رؤيته خلال مقابلة في مايو، قائلًا إن الشركات “ستخبرنا بما هو هدفها، ثم تربط حسابها البنكي” دون الحاجة إلى “أي إبداع، أو استهداف ديموغرافي، أو قياس، باستثناء القدرة على قراءة النتائج التي نخرجها”.
مخاوف الصناعة وتحديات أتمتة الإعلانات
أعربت العديد من العلامات التجارية الكبرى عن مخاوفها بشأن التخلي عن التحكم الإبداعي لميتا وفعالية الحملات التي يولدها الذكاء الاصطناعي. لقد شعرت شركات خدمات التسويق بالفعل بضغط السوق، حيث انخفضت أسهم شركة WPP البريطانية بنسبة 3%، وشركتا Publicis Groupe وHavas الفرنسيتان بنسبة 3.9% و3% على التوالي بعد التقارير الإخبارية.
وتخشى بعض العلامات التجارية أن تكون المرئيات التي يولدها الذكاء الاصطناعي “مشوهة أو غير قابلة للاستخدام” حسب التقارير. سيتطلب هذا النظام موارد حوسبة كبيرة ونماذج ذكاء اصطناعي مخصصة لكل علامة تجارية.
المشهد التنافسي واستثمارات ميتا
تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي يستثمر فيه المنافسون مثل سناب وبينترست وريديت بكثافة في عروض الذكاء الاصطناعي ضمن سوق الإعلانات الرقمية المتزايد التنافسية. وقد خططت ميتا لنفقات رأسمالية تتراوح بين 64 مليار دولار و72 مليار دولار في عام 2025 لبناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
ولقد شكلت الإعلانات أكثر من 97% من إيرادات ميتا في عام 2024، مما يجعل مبادرة الذكاء الاصطناعي هذه محورية لنموذج عمل الشركة. ومع هذا التطور، قد تشهد أتمتة إعلانات ميتا بالذكاء الاصطناعي تحولًا كبيرًا في كيفية تفاعل الشركات مع عملائها عبر المنصات الرقمية.