نافورة دبي تستأنف حكايتها في أول أكتوبر.. أحلام جديدة على صفحة البحيرة

نافورة دبي تعود في أكتوبر بروح متجددة لتواصل أسر قلوب الزوار بعروض الماء والضوء والموسيقى.

فريق التحرير
فريق التحرير
نافورة دبي

ملخص المقال

إنتاج AI

تستعد نافورة دبي للعودة في أكتوبر 2025 بعد تجديد شامل، لتعيد إحياء عروضها المائية والموسيقية التي تجذب الزوار. تمثل النافورة، التي صممتها شركة (Wet Desgin)، رمزاً للمدينة ووجهة للاحتفال، وستعود بتقنيات وإبداعات جديدة.

النقاط الأساسية

  • نافورة دبي تستعد للعودة بعرض جديد بعد تجديد شامل بدأ في مايو 2025.
  • العودة المرتقبة في أكتوبر 2025 تجدد العهد بين دبي وساحاتها العامة.

خلال الأشهر الماضية، بدت نافورة دبي في صمتها المؤقت كقلبٍ يستريح برهة، ليعود بإيقاعٍ أنقى وأقوى. كانت تستجمع قواها لتقدم عرضاً جديداً على صفحة بحيرة وسط المدينة، يليق بمكانتها كأيقونة شامخة في ظلال برج خليفة، تطل على دبي مول.

كل مساء، تحكي النافورة قصة المدينة بلغة الماء والضوء والموسيقى، فتأسر القلوب وتخطف الأبصار. واليوم، نروي قصة عودتها المرتقبة بعد برنامج التجديد الذي أُعلن رسمياً، ونستعيد سيرة هذه التحفة الفنية من لحظة الفكرة الأولى إلى رمزيتها الخالدة في وجدان الزوار والمقيمين، استناداً إلى البيانات الرسمية لشركة إعمار والمصادر المؤسسية المعتمدة.

عندما يحل الليل الدافئ على وسط مدينة دبي، تتحول البحيرة إلى مرآة واسعة تعكس أكثر من مدينة واحدة. وما إن تبدأ النغمات الأولى بالرقص على سطح الماء، حتى يبدو وكأن المعمار نفسه – برج خليفة الشامخ ودبي مول الفسيح – يجد معناه الحقيقي من خلال ما يحدث تحته. تمتد النافورة على بحيرة مساحتها 30 فداناً، مساحة واسعة بما يكفي لاحتضان هذا العرض متعدد الطبقات. تقدمه شركة إعمار كل مساء لإثارة الدهشة.

لكن هذه البحيرة أكثر من مجرد مسرح. إنها نقطة التقاء بين المكان وأحلام زواره، بين العمارة التي تطل من الأعالي والماء الذي يرسم أشكاله على سطح مستوٍ يلتقط ذبذبات الضوء بإتقان، ليجمع بين الإبداع التقني والإحساس الإنساني في مشهد واحد آسر.

صُمِّمت النافورة على يد شركة (Wet Desgin) الأميركية، التي خلدت اسمها بنافورات بيلاجيو في لاس فيغاس. لكن دبي أرادت من الماء حضوراً مختلفاً – حضوراً يتحدث بلغات متعددة دون أن يفقد هويته الأصيلة. هنا يترجم الصوت إلى أشكال مائية ترقص في الهواء، ثم يسلمها إلى الضوء ليملأها بالألوان الساحرة. التقنية في هذا العمل ليست مجرد وسيلة لإبهار العين، بل أداة لإعادة ترتيب الحواس وخلق تجربة فريدة. وخلف هذا التصميم المتقن تكمن رؤية المدينة الطموحة – ليس مجرد إنتاج “عرض” مبهر، بل إنتاج معنى جديد للقاء الناس في الهواء الطلق، حيث يصبح الماء جسراً يربط بين الثقافات والمشاعر، ونقطة التقاء تجمع الناس حول لحظة جمال مشتركة.

في فبراير 2025، أعلنت إعمار الإغلاق المؤقت للنافورة لبرنامج تجديد شامل يمتد خمسة أشهر ابتداءً من مايو. وفي هذا البيان، بدت اللغة وكأنها توثق علاقة خاصة ومديدة بين دبي ونافورتها، حين يتجاوز العرض معنى “المشاهدة” ليصبح ذكرى عاطفية راسخة في قلوب ملايين الزوار. وهذا التراث العاطفي هو ما دفع إعمار للاستثمار في هذا التجديد – ليس فقط للحفاظ على النافورة، بل لتعميق أثرها في نفوس الناس.

Advertisement

قبل الإغلاق بأسابيع قليلة، حددت إعمار التاسع عشر من أبريل 2025 موعداً للعرض الأخير، ضمن وداع أنيق قبل أن تسدل الستارة المؤقتة. وخلف الكواليس، عملت الفرق المختصة على التحديثات وإعادة النظر في التفاصيل الخفية التي لا يراها الجمهور، لكنها تصنع السحر في النهاية.

كانت عبارة “نتطلع إلى الترحيب بالزوار عند إعادة الافتتاح لاحقاً هذا العام” في البيان الرسمي بمثابة وعد مفتوح يثير خيال الجمهور. لكنها كانت أيضاً رسالة طمأنة لمدينة اعتادت أن تحقق ما تعد به، وأن تحول الأحلام إلى حقائق ملموسة في مواعيدها المحددة.

قيمة نافورة دبي الحقيقية لا تكمن في ارتفاع نفثات الماء فحسب، بل في قدرتها على تنسيق إيقاع الحياة اليومية. فعروضها المنتظمة كل 30 دقيقة تجعلها بمثابة ساعة المدينة الكبرى، يعرف الناس من خلالها كيف يمضي المساء وكيف تتغير ألوان البحيرة مع كل لحن جديد.

وهذا الانتظام أكثر من مجرد توقيت محدد، إنه نبض حقيقي للحياة. فالمطاعم المحيطة تنسق مواعيدها مع العروض، والمتنزهون يخططون للوقوف في المكان المناسب في الوقت المناسب على ممشى الواجهة المائية. هكذا يصبح العرض جزءاً من الحياة اليومية للناس، لا مجرد وسيلة ترفيه.

ترتفع نافورة دبي نحو السماء بقامة تتجاوز 900 قدم، كأنها تحاول أن تصافح النجوم، وتمتد على مساحة ثلاثين فداناً من المرايا المائية التي تعكس أحلام المدينة. تتشكل من خمس دوائر متداخلة وقوسين أنيقين، كقطعة موسيقية مرسومة بالهندسة، حيث تتناغم أكثر من 6,600 مصباح مع خمسة وعشرين جهاز إسقاط لترسم ألف تصميم مختلف من الماء والضوء. وخلف هذا الجمال الظاهر، تضخ النافورة أكثر من 22,000 جالون من المياه في كل عرض.

من يعرف النافورة عن قرب يدرك أن سحرها الحقيقي لا يكمن في المشاهدة من بعيد. فـ”ممشى النافورة” العائم يمتد 272 متراً فيقربك لتصبح على بعد تسعة أمتار فقط من قلب العرض، حيث يتحول صوت الماء إلى موسيقى حقيقية والنسيم إلى رذاذ منعش يلامس الوجه. هنا تنشأ علاقة حميمة بين الزائر والعرض، تراقب القطرات وهي تتراقص كأفكار صغيرة، ثم تتشكل في أقواس رائعة تذكرك بأن هذا الجمال من صنع الإنسان الذي مزج عناصر الطبيعة بإبداع.

Advertisement

وإلى جانب هذا القرب على الأرض، هناك تجربة مائية فريدة في “جولة البحيرة” على متن العبرة التقليدية. من هناك، تصبح كل موجة صدى لنغمة موسيقية، وتتمكن عينك من التقاط التفاصيل الرقيقة التي تختفي في المشهد العام عند المشاهدة من بعيد.

وبينما استمرت الحياة في وسط المدينة بإيقاعها المعتاد، حرصت الصفحات الرسمية لإعمار العقارية وبرج خليفة على تذكير الزوار بأن النافورة مُغلقة مؤقتاً لأعمال التجديد. كانت الرسالة واضحة ومطمئنة – ليس إغلاقاً، بل استعداداً للعودة بقوة أكبر.

عندما تصف إعمار النافورة في بياناتها بأنها “نبض” وسط دبي و”رمز للاحتفال” و”منصة للحظات لا تُنسى”، فإنها لا تستخدم مجرد كلمات جميلة. إنها تشير إلى كنز من الذكريات المتراكمة لدى ملايين الزوار الذين وقفوا هنا عبر أمسيات لا تُحصى. هنا التُقطت صور عائلية ثمينة، وهمست كلمات الحب الأولى، وشعر القادمون من بلاد بعيدة برذاذ مائي جعل المكان ملتقى مشتركاً يجمع بين الكل في لحظة سحر واحدة.

العودة المرتقبة للنافورة في الأول من أكتوبر 2025 ليست مجرد تشغيل جديد لنفثات الماء، بل حدث حقيقي يهم المدينة كلها. إنها تجديد للعهد الصامت بين دبي وساحاتها العامة، حيث يتحاور المعمار المضيء مع الماء الراقص ليصنعا معاً معنى جديداً للقاء الناس.

ستحكي النافورة الكثير دون كلمات: ستقول إن مدينة المستقبل تعرف كيف تحافظ على ذاكرتها وتجددها، وإن الماء قادر على أن يصبح قصة مشتركة لجميع الناس، لا مجرد عنصر من الطبيعة. وستؤكد أن الفن عندما يستند إلى خطة واضحة ومدروسة، يضمن لنفسه الثقة والاستمرارية التي تحتاجها المتعة الحقيقية لتدوم طويلاً. كما ستقول إن جمهورها  كانوا شركاء حقيقيين في كتابة قصة هذه العودة المنتظرة. عودة تتوج برنامج عمل واضحاً ومعلناً، وتفتح الباب لاستكمال الحكاية من حيث توقفت، لكن بإيقاع أقوى وإبداع أكثر إشراقاً.