أظهرت صورٌ التقطتها أقمارٌ صناعية وتداولتها وكالة أسوشيتد برس تصاعد وتيرة أعمال البناء في منشأةٍ يُعتقد أنها مرتبطة بالبرنامج النووي العسكري الإسرائيلي.
وكشف تحليل الخبراء أن الموقع الجديد يقع على بعد نحو 90 كيلومتراً جنوب مدينة ديمونا، حيث يوجد المفاعل المائي الثقيل التاريخي الذي بدأ العمل فيه منذ الستينيات.
صور عبر الأقمار الصناعية تُظهر جدراناً خرسانية

تناقل خبراء الأقمار الصناعية صوراً التقطتها شركة Planet Labs PBC في الخامس من يوليو الجاري، وأظهرت الصور جدراناً خرسانية سميكة وحفراً عميقة تستدل عليها عدة مستويات تحت الأرض، إضافةً إلى رافعات بناء عالية الارتفاع فوق الموقع.
خبراء: التصميم يعزز فرضية إنتاج البلوتونيوم
أشار ثلاثة من المحللين إلى أن التصميم الشبيه بهيكل مفاعل مائي ثقيل جديد يعزز فرضية إنتاج البلوتونيوم، وهو مادة أساسية لتصنيع رؤوس نووية.
ورجح أربعة محللين آخرين احتمال أن يكون الهيكل مخصصاً لتجميع أسلحة نووية، لكنهم امتنعوا عن تأكيد ذلك بسبب غموض المشروع في مرحلته المبكرة.
ليمان: المبنى قد يكون مفاعلاً على شكل صندوق بلا قية احتواء مرئية

وقال جيفري لويس، الباحث في مركز جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار بجامعة ميدلبري في الولايات المتحدة: “يتناسب ارتفاع المبنى مع المتطلبات التقليدية لنوى المفاعل، ولا يمكن تصور غرض آخر له في هذا الموقع”، معتبراً أن الاستنتاج مبني على أدلة ظرفية نموذجيّة في هذا المجال.
من جهته، أشار إدون ليمان، خبير نووي في اتحاد العلماء المهتمّين بواشنطن، إلى أن المبنى قد يكون مفاعلاً على شكل صندوقٍ بلا قبة احتواء مرئية، مؤكداً أن غموض طبيعة الموقع يجعل التحقق صعباً. وأضاف أن إسرائيل تحظر أي تفتيش دولي على منشآتها النووية، وهو ما يضطر الخبراء إلى التكهن بمواصفاتها.
الكشف الأول للموقع يعود إلى عام 2021

ويعود اكتشاف الموقع إلى عام 2021، عندما كشفت وكالة أسوشيتد برس عن حفرياتٍ طولها نحو 150 متراً وعرضها 60 متراً بجانب المفاعل القديم.
وفي حين لم يُرصد بعد قبة احتواء أو مرافق تبريد ظاهرة، فقد يتم تركيبها لاحقاً أو يكون تصميم المفاعل مختلفاً.
الهدف من المنشأة
يرجح دريل كيمبول، مدير جمعية مراقبة السلاح في واشنطن، أن الهدف الرئيسي من المفاعل هو إنتاج البلوتونيوم أو استبدال التريتيوم المتحلل كيميائياً داخل رؤوس الحرب النووية. ويُعدّ التريتيوم ضرورياً لتعزيز قوة الانفجار في القنابل النووية ويستقر نسبياً.
سياسة الغموض النووي الإسرائيلية
التزم مصدر حكومي إسرائيلي رسمي بسياسة “الغموض النووي” التي تعتمد عليها الدولة منذ بنائها للمفاعل في أواخر الخمسينيات.
وتعتبر إسرائيل الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي يُعتقد أنها تمتلك أسلحة نووية، دون توقيع معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، مما يحرم الوكالة الدولية للطاقة الذرية من صلاحية التفتيش.