توصل وزراء البيئة في دول الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق نهائي بشأن هدف المناخ لعام 2040 بعد مفاوضات ماراثونية استمرت طوال يوم الثلاثاء وحتى صباح الأربعاء. وأسفر الاتفاق عن اعتماد خطة مناخية جديدة للاتحاد حتى عام 2035، في خطوة أنقذت الاتحاد من حرج التوجه إلى قمة المناخ COP30 المقرر انطلاقها في 10 نوفمبر دون خطة واضحة.
خفض تدريجي للانبعاثات
الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بالإجماع بين الوزراء، خفف من حدة المقترح الأصلي لتقليص الانبعاثات. ونص على خفض انبعاثات الاتحاد الأوروبي بنسبة تتراوح بين 66.25 و72.5 بالمئة مقارنة بمستويات عام 1990 حتى عام 2035. ويعد هذا الهدف غير ملزم قانونياً، لكنه يحدد الاتجاه العام لسياسات المناخ الأوروبية خلال السنوات الخمس المقبلة.
ويتوافق هذا التوجه مع التصريحات التي قدمها الاتحاد خلال قمة المناخ في نيويورك في سبتمبر الماضي، ما يعكس رغبة بروكسل في الحفاظ على نهج واقعي ومتدرج في التحول الأخضر.
هدف 2040 ومراجعة اقتصادية
كما أقر الوزراء هدفاً قانونياً جديداً يقضي بتقليص انبعاثات الاتحاد بنسبة 85 بالمئة بحلول عام 2040، مع السماح بتحقيق خفض إضافي بنسبة 5 بالمئة عبر شراء أرصدة كربونية دولية لتغطية الانبعاثات الخارجية. ويمكن للدول الأعضاء أيضاً استخدام أرصدة مماثلة لتغطية 5 بالمئة أخرى من أهدافها الوطنية.
وتضمن الاتفاق بنداً يسمح بمراجعة شاملة للهدف في حال تبيّن أن السياسات المناخية تؤثر سلباً على الاقتصاد الأوروبي، إلى جانب تأجيل تطبيق سوق الكربون الجديد الخاص بانبعاثات التدفئة والسيارات لمدة عام واحد، ليبدأ العمل به في عام 2028 بدلاً من 2027.
انقسامات بين الدول الأعضاء
ورغم حصول الاتفاق على دعم أغلبية الدول الأعضاء البالغ عددها 27، فقد رفضته المجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك وبولندا، بينما امتنعت بلغاريا وبلجيكا عن التصويت.
ومن المنتظر أن يبدأ البرلمان الأوروبي الآن صياغة موقفه التفاوضي بشأن هدف المناخ لعام 2040، تمهيداً لبدء المفاوضات مع مجلس الاتحاد الأوروبي لاعتماد الهدف بصورة نهائية كقانون ملزم.




