يستعد المتحف المصري الكبير لحدث تاريخي يوم الأول من نوفمبر 2025، حيث يشهد حفل افتتاح رسمي بمشاركة قادة دول وشخصيات دبلوماسية وثقافية بارزة من مختلف أنحاء العالم. ويُعد الحفل الذي يتضمن عرضاً موسيقياً ضخماً من أبرز فعاليات هذا الافتتاح الذي طال انتظاره.
وأعلنت مصادر رسمية من وزارة السياحة والآثار المصرية أن الموسيقار العالمي المصري هشام نزيه سيؤلف الموسيقى المصاحبة لحفل الافتتاح الرسمي، في حين سيقود المايسترو المصري ناير ناجي أوركسترا ضخمة مكونة من 120 عازفاً ومغنياً. وتجمع التشكيلة الموسيقية بين فنانين مصريين وعازفين دوليين ينتمون إلى 79 دولة حول العالم، ما يعكس طابعاً إنسانياً عالمياً للحدث.
وتقدم الموسيقى التي ألّفها نزيه رؤية فنية تجمع بين الأصالة والحداثة، وتعكس روح الحضارة المصرية الخالدة. وتتسم أعمال نزيه الموسيقية بدمج الألحان التقليدية مع عناصر موسيقية معاصرة، وهو الأسلوب الذي اشتهر به طوال مسيرته الفنية التي امتدت أكثر من 25 عاماً.
مسيرة فنية حافلة لهشام نزيه
يُعرف هشام نزيه بأعماله الموسيقية المتميزة التي شملت أكثر من 40 فيلماً مصرياً حقق العديد منها إيرادات قياسية في السينما المصرية، من بينها “الفيل الأزرق” وجزئه الثاني، و”كيرة والجن”، و”إبراهيم الأبيض”. كما نال نزيه شهرة عالمية بعد تأليفه موسيقى مسلسل “مون نايت” من إنتاج “مارفل ستوديوز” عام 2022، والذي بُث عبر منصة “ديزني بلس”، ليصبح أول مؤلف موسيقي مصري يحصل على ترشيح لجائزة إيمي.
ومن أبرز إنجازات نزيه الموسيقية تأليفه الموسيقى التصويرية المباشرة لموكب المومياوات الملكية في أبريل 2021، والذي شهد نقل 22 مومياء لملوك وملكات مصر القديمة من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط. وقد أُديت الموسيقى بشكل مباشر من قبل أوركسترا فيلهارمونيك المتحدة المكونة من 120 موسيقاراً و100 مغنٍ تحت قيادة المايسترو نادر عباسي، ونالت استحساناً دولياً واسعاً.
وتُسجل موسيقى نزيه في بعض أشهر الاستوديوهات العالمية، بما في ذلك استوديو “آبي رود” في لندن، و”سميكي ميوزيك ستوديوز” في براغ، و”سينكرون ستيج فيينا” في النمسا. كما حصل نزيه على جائزة التميز الفني باسم فاتن حمامة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2018، ليصبح أول مؤلف موسيقي يحصل على هذا التكريم.
ناير ناجي: مايسترو بخبرة دولية
أما المايسترو ناير ناجي، فهو قائد أوركسترا ومدير موسيقي ولد في الإسكندرية عام 1970، ودرس العزف على البيانو في كونسرفتوار الإسكندرية تحت إشراف الأستاذة الإيطالية هيرتا باباو. وواصل دراسته الموسيقية في القاهرة حيث حصل على شهادة متقدمة في الأداء على البيانو ونظريات الموسيقى من المدرسة الملكية للموسيقى في لندن عام 1996، ثم درس قيادة الأوركسترا في مدرسة الموسيقى العليا في باريس وحصل على دبلوم في القيادة عام 2001.
يتمتع ناجي بسجل فني واسع يشمل قيادة الأعمال السيمفونية والأوبرات والأوراتوريو والباليه والموسيقى الخفيفة. وقد قاد العديد من الأوركسترات المصرية والعالمية، بما في ذلك أوركسترا القاهرة السيمفونية، وأوركسترا دار الأوبرا المصرية، وأوركسترا مكتبة الإسكندرية. كما قاد أوركسترات أوروبية من إيطاليا والمملكة المتحدة وهنغاريا وألمانيا، إضافة إلى أوركسترات في المغرب والجزائر وسلطنة عمان.
ويُعد ناجي مؤسساً ومديراً موسيقياً لجوقة احتفال القاهرة، وهي جوقة تضم أكثر من 120 عضواً تؤدي أشهر الأعمال الكورالية. وقد شارك في قيادة مهرجان “كورو دي تريس كولتوراس” الدولي في المغرب إلى جانب القائد الفرنسي ميشيل بيكيمال منذ عام 2004. كما تم تعيينه مديراً فنياً وقائداً رئيسياً لأوركسترا دار الأوبرا المصرية.
حفل افتتاح استثنائي بحضور عالمي
سيشهد حفل الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير في الأول من نوفمبر 2025 حضور زعماء ورؤساء دول من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب شخصيات دبلوماسية وثقافية بارزة ومسؤولين حكوميين. وأكدت مصادر رسمية من الحكومة المصرية أن الحفل سيكون حدثاً استثنائياً يليق بالمكانة الثقافية والتاريخية لمصر.
وأوضحت وزارة الخارجية المصرية أن الدعوات أُرسلت إلى قادة الدول حول العالم، وتتابع البعثات الدبلوماسية المصرية في الخارج ملف الحضور لضمان مشاركة أكبر عدد ممكن من زعماء الدول. وتشير التوقعات إلى أن الحفل سيحظى بتغطية إعلامية عالمية واسعة نظراً للأهمية الثقافية الكبيرة للمتحف الذي يتجاوز نطاقه الوطني ليصبح إرثاً ثقافياً عالمياً.
وسيتم بث الحفل مباشرة عبر عدد من المؤسسات الثقافية العالمية، بما في ذلك متحف الآثار في جامعة جونز هوبكنز ومتحف كيلسي للآثار في جامعة ميشيغان، اللتين أعلنتا عن تنظيم فعاليات لمشاهدة البث المباشر للحفل.
افتتاح المتحف للجمهور في الرابع من نوفمبر
بعد حفل الافتتاح الرسمي الذي يستمر ثلاثة أيام من الأول إلى الثالث من نوفمبر بحضور المدعوين الرسميين فقط، سيفتح المتحف المصري الكبير أبوابه للجمهور رسمياً في الرابع من نوفمبر 2025. ويتزامن هذا التاريخ مع الذكرى الـ103 لاكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون.
وأعلن الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، أن المتحف أُغلق مؤقتاً اعتباراً من 15 أكتوبر حتى 4 نوفمبر 2025 لإجراء الترتيبات التنظيمية واللوجستية اللازمة قبل الافتتاح الكامل. وأوضح غنيم أن الزوار سيتمكنون من الوصول إلى جميع قاعات العرض الرئيسية وصالات توت عنخ آمون ومتحف مراكب خوفو الشمسية، والتي لم تكن متاحة للجمهور خلال فترة الافتتاح التجريبي.
ويضم المتحف المصري الكبير أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تشمل المجموعة الكاملة لكنوز الملك توت عنخ آمون المكونة من 5398 قطعة، والتي سيتم عرضها كاملة لأول مرة في التاريخ. كما يحتوي المتحف على تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني يبلغ ارتفاعه 11 متراً ويزن 82 طناً، ويستقبل الزوار في البهو الرئيسي.
ويمتد المتحف على مساحة إجمالية تبلغ 500 ألف متر مربع، ويبعد نحو كيلومترين فقط عن أهرامات الجيزة. وتُقدر تكلفة بنائه بأكثر من مليار دولار أمريكي، وقد استغرق إنشاؤه أكثر من عقدين من الزمن. ويتوقع المسؤولون المصريون أن يجذب المتحف نحو خمسة ملايين زائر سنوياً بعد افتتاحه الكامل.