في خطوة غير مسبوقة في عهد الرؤساء المعاصرين، ظهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الثلاثاء 5 أغسطس 2025 على سطح الجناح الغربي للبيت الأبيض، حيث أمضى نحو 20 دقيقة يتفقد موقع قاعة الرقص الجديدة المقرر بناؤها بتكلفة 200 مليون دولار. وعندما سؤل عن سبب وجوده فوق السطح، اقتصر رده على «أخذ نزهة صغيرة» مضيفاً «إنها مفيدة للصحة».
وبثّت وسائل إعلام محلية ودولية لقطات حية للرئيس وهو يتجوّل بصحبة المهندس المعماري جيمس ماكري وضباط في جهاز الخدمة السرية، متوقفاً بين فترة وأخرى للتصفيق بيده وللإشارة إلى أماكن البناء المحتملة. كما خاطب الصحفيين أسفل الواجهة قائلاً مازحاً إنه يفكر في «صواريخ نووية» عندما سأل عن مشروع البناء القادم.
أما عن مزاعم تداولها مستخدمون على منصات التواصل الاجتماعي حول قيام ترامب برقصة شهيرة على سطح البيت الأبيض، فقد نفتها وكالة ياهو للأخبار التي أوردت في تحقيق تحقق عنوانه «فيديو يظهر الرئيس ترامب يرقص على سطح البيت الأبيض غير حقيقي». وقد أشارت الياهو إلى أن المقطع المتداول مُعدّل رقميّاً ولا يستند إلى أي مصادر رسمية أو لقطات معتمدة.
ويُعدّ ظهور رئيس أميركي على سطح البيت الأبيض ظاهرة نادرة، لكن هذا ليس الظهور الأول من نوعه في التاريخ. فقد وجّه الرئيس جيمي كارتر في سبعينيات القرن الماضي تركيب 32 لوحة شمسية على السطح دعماً للطاقة المتجددة، فيما أنشأ الرئيس ويليام هوارد تافت عام 1910 «شرفة للنوم» على السطح للهروب من حرارة الصيف في واشنطن.
وقال مسؤول في البيت الأبيض لوكالة رويترز إن جولة الرئيس على السطح «تهدف لتفقد الأعمال التنفيذية للقاعة الجديدة المزمع إقامتها مكان الجناح الشرقي الحالي». وأوضح البيان أن تمويل المشروع سيأتي من تبرعات خاصة قدمها ترامب «بالشراكة مع متبرعين وطنيين» دون الكشف عن تفاصيل إضافية.
وتُعدّ هذه الخطوة جزءاً من جهود إدارة ترامب لإضفاء بصماته الخاصة على «منزل الشعب» كما يسميه، بعد إعادة تأهيل ساحة الورود وتزيين المكتب البيضاوي بزخارف ذهبية ولوحات فنية وشعارات تحمل اسمه.
من جهتهم، عبّر مراقبون عن استغرابهم من أسلوب التواصل المباشر الذي انتهجه ترامب مع الصحفيين بالهتاف والردود العفوية من فوق السطح، معتبرين أنه يعكس توجهه إلى الكسر المتعمد لتقاليد البروتوكول الرئاسي.
يبقى أن جولة الرئيس على السطح لم تتضمن أي رقصات، وهو ما ينفي بشكل قاطع الفيديو المتداول على مواقع التواصل، ويؤكد أن ما حدث يقتصر على تفقد ميداني لموقع تشييد قاعة رقصٍ جديدة، ضمن مشروع إنشائي يعد الأكبر في حرم البيت الأبيض منذ إضافة شرفة ترومان عام 1948.