تعرضت الممثلة المصرية وفاء عامر لحملة واسعة النطاق عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث اتهمتها فتاة تدعى مروة يسري عبد الحميد بالتورط في عمليات الاتجار بالأعضاء البشرية وربطت اسمها بوفاة لاعب الزمالك السابق إبراهيم شيكا.
انتشر فيديو على منصة تيك توك تظهر فيه المدعوة مروة وهي تزعم أنها ابنة الرئيس الأسبق حسني مبارك، وتوجه اتهامات خطيرة للممثلة عامر بالتورط في وفاة شيكا واستخراج أعضائه، دون تقديم أي دليل قانوني أو طبي يدعم هذه الادعاءات الخطيرة.
ردود فعل وفاء عامر والإجراءات القانونية
رفضت الممثلة وفاء عامر هذه الاتهامات بشكل قاطع ووصفتها بالكاذبة، معلنة أنها ستتخذ كافة الإجراءات القانونية ضد من يروجون لها. تقدمت عامر بشكوى رسمية للسلطات المختصة لمقاضاة جميع المتورطين في هذه الاتهامات، مؤكدة أنها “ستحاسب قانونيا كل من أساء إليها”.
صرحت عامر في مقابلة هاتفية مع قناة الشمس أن وسائل التواصل الاجتماعي “أصبحت لعنة يمكن استخدامها لنشر الأكاذيب وإهانة الآخرين دون دليل أو مساءلة”. كما عبرت عن صدمتها من اتهامات المرأة التي تدعي أنها ابنة الرئيس الأسبق مبارك.
تدخل نقابة الممثلين والدعم الفني
أعلنت نقابة الممثلين المصريين تضامنها الكامل مع وفاء عامر ضد حملة التشهير المنظمة التي تستهدفها. شكلت النقابة لجنة قانونية من كبار المحامين لمتابعة القضية واتخاذ الإجراءات اللازمة، استناداً إلى دور النقابة في حماية أعضائها والدفاع عنهم.
أكدت النقابة أن عامر فنانة “نفتخر بها”، وأن لديها مسيرة فنية مشرفة وأبدت مواقف وطنية وإنسانية رائعة. حصلت الممثلة على دعم واسع من زملائها في الوسط الفني، حيث وصفتها منة فضالي بأنها “بمائة رجل” وأنها “دائما تساعد الناس”.
اعتقال مروة يسري والتحقيقات الرسمية
أعلنت وزارة الداخلية المصرية اعتقال المدعوة مروة يسري عبد الحميد بعد تلقي شكوى من وفاء عامر ضد هذه “المدونة” التي تزعم انتسابها لعائلة الرئيس الأسبق حسني مبارك. تم القبض عليها أثناء تواجدها في الإسكندرية بعد تحقيقات مكثفة وإجراءات قانونية.
ضبطت قوات الأمن هاتفين محمولين بحوزتها، وكشف الفحص التقني لأحدهما عن محفظة رقمية تحتوي على أموال محولة من الخارج، ربما تكون مرتبطة بنشاطها على منصات التواصل الاجتماعي.
اعترفت المتهمة أثناء التحقيق بأنها اختلقت الاتهامات لزيادة المشاهدات وتحقيق أرباح مالية من المحتوى المضلل، مما أثار غضبا في الوسط الفني والرأي العام.
الحقيقة وراء وفاة إبراهيم شيكا
توفي اللاعب السابق إبراهيم شيكا (إبراهيم الجمال) في 12 أبريل 2025 عن عمر 28 عاما بعد معركة طويلة مع سرطان المستقيم. عانى شيكا من المرض لفترة طويلة، مما تسبب في فقدانه لوزن كبير وتغيير ملامح وجهه، واضطراره لاستخدام كرسي متحرك.
أعلنت عائلة شيكا وفاته عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد خضوعه لفترة علاج طويلة أملا في الشفاء من مرضه. حصل اللاعب على دعم من نجوم الفن والرياضة، خاصة المطرب تامر حسني الذي تكفل بتكاليف علاجه ووقف بجانبه في محنته.
كسرت زوجة شيكا هبة التركي صمتها لتؤكد أن وفاة زوجها كانت بسبب مرض السرطان، نافية أي صلة للممثلة وفاء عامر بالقضية، قائلة “أنا مستعدة لعمل تشريح لجثته إذا كان أي شخص يشك في كلامي.. الله يعلم الحقيقة”.
السياق القانوني لجرائم الاتجار بالأعضاء في مصر
تعد مصر من البلدان التي تواجه تحديات كبيرة في مكافحة الاتجار بالأعضاء البشرية، حيث صنفتها منظمة الصحة العالمية كواحدة من خمسة مراكز رئيسية للاتجار بالأعضاء. أقر البرلمان المصري قانون زراعة الأعضاء والأنسجة البشرية رقم 5 لسنة 2010، والذي يحظر بيع وشراء الأعضاء.
تم تشديد العقوبات في عام 2017 لتشمل السجن المؤبد والغرامات الثقيلة للمتورطين في عمليات الاتجار بالأعضاء. تنص العقوبات على السجن المشدد وغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تتجاوز 200 ألف جنيه لمن يرتكب جريمة الاتجار بالبشر، بينما تصل العقوبة إلى السجن المؤبد والغرامة التي تتراوح بين 100 ألف و500 ألف جنيه في الحالات المشددة.
اعتقلت السلطات المصرية في عام 2016 ما لا يقل عن 25 شخصا بينهم أطباء وممرضون وأساتذة مشتبه في تورطهم في شبكة دولية للاتجار بالأعضاء، كما ضبطت “ملايين الدولارات والسبائك الذهبية”. أدانت محكمة القاهرة الجنائية في 2018 ما يزيد عن 37 شخصا بتهم تتعلق بالاتجار غير المشروع في الأعضاء البشرية وحكمت عليهم بالسجن لفترات تتراوح بين ثلاث و15 سنة.