توفي العالم الأميركي جيمس واتسون، أحد أعظم علماء البيولوجيا الجزيئية ومكتشف بنية الحمض النووي (DNA)، عن عمر ناهز 97 عامًا بعد مسيرة علمية طويلة غيّرت وجه الطب وعلم الوراثة في العالم.
رحلة علمية فريدة
وُلد واتسون في شيكاغو عام 1928، وبدأ رحلته العلمية في سن الخامسة عشرة بجامعة شيكاغو، ليحصل على الدكتوراه من جامعة إنديانا، ثم انتقل للعمل في مختبر كافنديش بجامعة كامبريدج، حيث التقى العالم البريطاني فرانسيس كريك، وشكلا معًا ثنائيًا علميًا سيغيّر التاريخ.
اكتشاف بنية الحمض النووي
في عام 1953 أعلن واتسون وكريك اكتشاف البنية الحلزونية المزدوجة للحمض النووي، مستفيدين من صور الأشعة السينية الفريدة التي التقطتها العالمة روزاليند فرانكلين. نشر الثنائي اكتشافهما في مجلة Nature، ليقلبا مفاهيم الوراثة ويؤسسا لعلم الهندسة الوراثية وفهم الأمراض الجينية، وأسس هذا النموذج بداية ثورة علمية شملت مشروع الجينوم البشري وكل التطورات الحديثة في علاج وتركيب الجينات.
دوافع علمية وجدل تاريخي
رغم أن شهرة واتسون ارتبطت بلولب الـ DNA، إلا أن العديد من العلماء، خاصة روزاليند فرانكلين، ساهموا في الاكتشاف وظلوا في الظل بسبب الموت المبكر أو الإغفال العلمي. حصل واتسون على جائزة نوبل في الفيزيولوجيا والطب عام 1962 مع كريك وموريس ويلكنز “لاكتشافاتهم فيما يخص البنية الجزيئية للأحماض النووية”.
إنجازات وقيادة علمية
قاد واتسون مختبر “كولد سبرينج هاربور” لأكثر من 35 عامًا، وأسهم في تأسيس وتشغيل مشروع الجينوم البشري مطلع التسعينيات، كما ألّف كتبًا علمية ساهمت في تعليم أجيال من الباحثين حول العالم.
الجدل في سنواته الأخيرة
لاحقت واتسون بعض التصريحات المثيرة للجدل حول العرق والذكاء، مما أدى إلى سحب ألقابه الفخرية وتجريده من بعض المناصب العلمية في مؤسسات مرموقة رغم ما قدّمه للعلم والطب. ورغم ذلك ظل إرثه العلمي ثابتًا في أوساط العلماء والباحثين الذين يعتبرونه أحد أبرز رواد البيولوجيا الجزيئية في العصر الحديث.
رحيل واتسون يُعد خسارة كبيرة للعلم الحديث، وستظل مساهماته في فك شفرة الحياة نقطة محورية في تاريخ البشرية.




