أعلن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف أن الولايات المتحدة قررت اختصار مشاركتها في محادثات وقف إطلاق النار الجارية بشأن غزة، وأمرت بعودة الفريق التفاوضي إلى واشنطن، في خطوة تعكس نفاد الصبر من تعثر المفاوضات.
وفد ترمب إلى غزة ينهي مهمته التفاوضية
نقلت شبكة CNN الأمريكية عن ويتكوف قوله إن القرار جاء بعد “عدم تحقيق أي تقدم ملموس” في جولات التفاوض الأخيرة، التي استضافتها القاهرة والدوحة، بمشاركة أطراف إقليمية ودولية.
وأوضح ويتكوف، الذي يمثل الإدارة الأمريكية غير الرسمية بقيادة دونالد ترمب في هذا الملف، أن فريقه “أنجز ما يمكن إنجازه”، وأن بقاءه في المنطقة “لم يعد مجدياً في الوقت الحالي”، حسب تعبيره خلال مؤتمر صحفي عقده في واشنطن.
الولايات المتحدة تنتقد الجمود في مفاوضات غزة
أكد ويتكوف أن موقف بلاده لا يعني انسحاباً دائماً من الملف، لكنه يأتي كـ”إجراء مؤقت” لحث الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات أكثر جدية، وفق ما جاء في تصريحاته التي بثتها CNN مساء الأربعاء.
وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة الرئيس جو بايدن على اطلاع بتطورات الخطوة، وأن التنسيق يجري على مستوى عالٍ لتقييم الأثر السياسي والدبلوماسي لهذا الانسحاب المؤقت.
وكان الوفد الأمريكي قد شارك في جهود وساطة متعددة منذ اندلاع المواجهات الأخيرة في غزة، بالتعاون مع مصر وقطر والأمم المتحدة، في محاولة لبلورة اتفاق لوقف إطلاق النار يشمل إطلاق سراح أسرى وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.
ردود فعل متباينة على قرار الانسحاب
قوبل القرار الأمريكي بردود فعل متباينة، حيث اعتبر مسؤول فلسطيني تحدث لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن الخطوة “تعكس فشلاً في الضغط على إسرائيل”، بينما قال مصدر دبلوماسي مصري لقناة الجزيرة إن “الانسحاب قد يعيد ترتيب أولويات التفاوض لكنه لن يوقف الجهود الجارية”.
من جهته، صرح مسؤول إسرائيلي لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن الانسحاب الأمريكي “لا يغير شيئاً على الأرض”، مشيراً إلى أن المفاوضات لا تزال متعثرة بسبب الخلاف على شروط إطلاق سراح الأسرى ووقف العمليات العسكرية.
ويتزامن القرار مع تصاعد التوترات في القطاع، وارتفاع حدة المواجهات في عدة مناطق، ما يزيد من صعوبة تحقيق تقدم دبلوماسي في المدى القريب.
وفد ترمب إلى غزة يغادر بعد اختصار المهلة
غادر الوفد الأمريكي المنطقة في وقت مبكر من صباح الخميس، على متن طائرة عسكرية من قاعدة في جنوب إسرائيل، حسب ما أوردت وكالة رويترز نقلاً عن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية.
وأكد ويتكوف في ختام تصريحاته أن بلاده “لا تزال ملتزمة بالسلام”، لكنها “لن تكون طرفاً في مفاوضات لا تحرز أي تقدم”، داعياً المجتمع الدولي إلى “زيادة الضغط من أجل إنهاء النزاع ورفع المعاناة عن المدنيين”.
ويأتي هذا التطور وسط انتقادات دولية متزايدة بشأن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، في ظل استمرار العمليات العسكرية وتقييد دخول المساعدات.




