كرّمت الجمهورية الفرنسية الفنانة المصرية يسرا بمنحها وسام فارس جوقة الشرف، وهو أرفع وسام شرفي تمنحه فرنسا للمدنيين. ألقى السفير الفرنسي بالقاهرة إيريك شوفالييه شارات الوسام على الفنانة خلال حفل احتفالي أقيم بمقر السفارة الفرنسية في العاصمة المصرية في التاسع من نوفمبر الجاري. جاء هذا التكريم تقديراً لمسيرتها الفنية العريقة وإسهاماتها الجوهرية في نشر الثقافة المصرية والعربية عالمياً.
تعليق يسرا
قالت يسرا في تعليقها على هذا التكريم: “أنا فخورة جداً بهذا الوسام”. أضافت الفنانة أنها تعتبر هذا الوسام “تقديراً للفن المصري كله”. وأشارت إلى أنها “قضيت رحلة عمر بحب وشغف للفن ولبلدي”. كما حرصت على التأكيد على أن هذا الوسام لا يمثل تكريماً شخصياً فحسب، بل هو اعتراف بالفن المصري ودوره الحضاري.
حضر حفل التكريم عدد من أبرز الشخصيات الفنية والثقافية، حيث كان الزوج خالد سليم إلى جانب يسرا في هذه اللحظة المميزة. شارك في الاحتفال عدد من النجمات المشهورات بينهن درة وبوسي شلبي وريهام حجاج. حضرت أيضاً الإعلاميات هالة سرحان وشريهان أبو الحسن ومنى الشاذلي، إلى جانب الكاتب الصحفي خالد صلاح والمخرجة إيناس الدغيدي وعدد من الفنانين والإعلاميين. كان حضورهم بمثابة شهادة على أهمية هذا التكريم الفرنسي الرفيع ومعناه الحقيقي.
وسام جوقة الشرف
يعتبر وسام جوقة الشرف واحداً من أعرق الأوسمة الفرنسية، إذ أسّسه نابليون بونابرت عام 1802 كتكريم للخدمات المتميزة سواء العسكرية أو المدنية. ينقسم الوسام إلى خمس درجات متدرجة هي: فارس وضابط وقائد وضابط أكبر وأعلى رتبة من الأعلى. تقتصر أعداد الحاصلين على الوسام سنوياً على ما يقارب 2600 شخص كحد أقصى. من بينهم لا يتجاوز عدد الأجانب نسبة 320 فرداً. يُحرم الشخص من الوسام تلقائياً في حال صدرت بحقه إدانة جنائية أو ارتكب فعلاً معيباً.
بدأت مسيرة يسرا الفنية عام 1973 بعد انتهاء دراستها الثانوية مباشرة. كان الفضل في اكتشاف موهبتها إلى مدير التصوير عبد الحليم نصر الذي لاحظ قدراتها الاستثنائية. ظهرت يسرا في أفلامها الأولى “ألف بوسة وبوسة” و”قصر في الهواء” في أواخر السبعينيات. اتسمت بداياتها بالتميز السريع والتنوع الواضح في الأدوار التي قدمتها.
يضم رصيدها الفني ما يزيد عن 80 فيلماً سينمائياً قدمت خلالها أدواراً متنوعة ومختلفة. جمعت هذه الأدوار بين الكوميديا والدراما والرومانسية بمهارة فنية عالية. ظهرت يسرا أيضاً في نحو 20 عملاً تلفزيونياً درامياً متميزاً. كما شاركت في ثلاث إنتاجات مسرحية تركت بصمتها على المسرح المصري.
مسيرة فنية استثنائية
يأتي هذا التكريم الفرنسي تتويجاً طبيعياً لمسيرة فنية استثنائية امتدت لنحو خمسة عقود. أثبتت يسرا خلالها أنها ليست مجرد فنانة بل رمز ثقافي مصري عريق وسفيرة للثقافة المصرية في العالم العربي والغربي. يعكس الوسام الفرنسي حجم الإرث الذي تركته وتتركه في السينما والدراما والثقافة بشكل عام
