
في خطوة غير تقليدية قد تغيّر الكثير من قواعد التطوير العقاري في المنطقة، أعلن رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار عن إعادة صياغة مخططات مشروع جزيرة “رمحان” في أبوظبي، عبر قرار جريء يقضي بتخفيض 500 وحدة سكنية من المشروع. ويأتي هذا التوجه لصالح رفع مستوى جودة الحياة والرفاهية، بدلًا من التركيز على زيادة الأرباح السريعة من بيع وحدات أكثر.
مشروع برؤية جديدة
يقع مشروع جزيرة رمحان الذي تطوره شركة “إيجل هيلز” بقيادة العبار قبالة سواحل أبوظبي، ويُعد من أكبر المشاريع السكنية والسياحية البحرية في الإمارات، إذ يضم مزيجًا من الفلل الفاخرة، والمنازل المطلة على البحر، بالإضافة إلى فنادق ومنتجعات ومراسي عالمية. ومع القرار الجديد، قرر العبار زيادة مساحة المنازل بنسبة تصل إلى 30%، وإعادة توزيعها بحيث تتيح لكل ساكن إطلالة أوسع على البحيرات والممرات المائية، فضلًا عن مساحات خضراء أكبر وممرات مفتوحة للمشاة والدراجات.
تحمل تكلفة بمليار دولار
بحسب ما كشفه العبار، فإن هذا التغيير في المخطط العام يترتب عليه تكلفة إضافية تصل إلى مليار دولار تتحملها الشركة المطورة. لكنه شدد على أن هذه الخطوة تمثل استثمارًا في الجودة والرفاهية على المدى الطويل، معتبرًا أن “الربح الحقيقي ليس في بيع وحدات أكثر، بل في بناء مجتمعات أفضل”. ويرى العبار أن خفض عدد المنازل يعزز القيمة السوقية للمشروع، إذ أن الفلل القليلة والمتفردة سترتفع أسعارها مع الوقت نتيجة ندرتها وموقعها الاستثنائي.
تجربة سكنية استثنائية
يؤكد العبار أن مشروع رمحان لن يكون مجرد مكان للسكن، بل نمط حياة متكامل، حيث تم تصميم الجزيرة لتكون بيئة طبيعية يتعايش فيها السكان مع الدلافين والسلاحف والطيور البحرية. كما يتضمن المشروع مرافق متكاملة من مطاعم ومراكز تجارية وفنادق فاخرة، إضافة إلى مرسى عالمي لليخوت سيجعل من الجزيرة وجهة سياحية وسكنية في الوقت نفسه.
ومن المتوقع أن يبدأ تسليم الوحدات خلال ثلاث سنوات، بعد استكمال أعمال البنية التحتية والمرحلة النهائية من التخطيط العمراني. ويؤكد المطورون أن هذا القرار سيُعيد صياغة معايير السكن البحري في المنطقة، بحيث يتفوّق المشروع على الكثير من الوجهات العالمية المماثلة.
ما وراء القرار
يرى خبراء العقار أن هذه الخطوة تعكس فلسفة مختلفة في التطوير العقاري، خصوصًا في منطقة الخليج التي تشهد سباقًا كبيرًا لبناء مشاريع ضخمة. إذ غالبًا ما يعتمد المطورون على زيادة عدد الوحدات لتعظيم العائدات، لكن العبار اختار المسار الأصعب: تقليل العدد لصالح جودة أفضل. ويصف محللون هذا التوجه بأنه “ثورة في فكر التطوير العقاري”، قد تدفع منافسين آخرين لإعادة النظر في خططهم المستقبلية.
جزيرة رمحان: أيقونة مستقبلية
بفضل موقعها الفريد على البحر، ورؤيتها التي تدمج بين الطبيعة والتخطيط العصري، يتوقع أن تصبح جزيرة رمحان وجهة استثنائية للسكان والمستثمرين على حد سواء. ومع قرار محمد العبار الأخير، يترسخ المشروع كواحد من أكثر مشاريع الإمارات جرأة وابتكارًا، يجمع بين الرفاهية والاستدامة وجودة الحياة، في انسجام تام مع توجه أبوظبي للتحول إلى مدينة عصرية متكاملة.