فقدت البنوك البريطانية الكبرى ودائع بقيمة تصل إلى 133 مليار دولار خلال السنوات الأخيرة، نتيجة التحول المتزايد نحو البنوك الرقمية والمؤسسات المالية الحديثة، وفقاً لتقرير صادر عن شركة “كيه بي إم جي”.
المنافسة الرقمية تضغط على البنوك البريطانية
أوضح التقرير أن البنوك البريطانية تفقد الودائع نتيجة مباشرة لانتقال العملاء إلى البنوك الرقمية التي تقدم فوائد أكثر تنافسية على المدخرات. أدى هذا التحول إلى تراجع الحصة السوقية للبنوك الكبرى من 84% في عام 2019 إلى 80% بحلول عام 2024.
مؤشرات رسمية تدعم الاتجاه التنازلي
أفادت بيانات بنك إنجلترا أن الودائع المصرفية سجلت نمواً طفيفاً بنسبة 0.2% في مايو الماضي، مدفوعة بارتفاع ودائع الأسر تحت الطلب بنسبة 0.3%. ورغم هذا النمو المحدود، إلا أن الانخفاض العام في حصة البنوك التقليدية يؤكد استمرار الاتجاه نحو الخدمات الرقمية.
في المقابل، أظهرت بيانات “يو بي إس” أن إجمالي ودائع البنوك البريطانية بلغ 14.5 مليار جنيه إسترليني بنهاية ديسمبر 2024، منخفضاً بنسبة 7% عن أعلى مستوى بلغه في فبراير من العام ذاته عند 16.5 مليار جنيه.
- انخفاض أرباح القطاع المصرفي البريطاني بمقدار 3.7 مليار جنيه إسترليني خلال العام الماضي.
- ثبات معدل الودائع عند 2.20% رغم خفض الفائدة من بنك إنجلترا.
- معامل بيتا للودائع ارتفع إلى 49.4%، ما يشير إلى تعديل طفيف في تمرير أسعار الفائدة للمودعين.
التحديات المستقبلية أمام البنوك التقليدية
أشار التقرير إلى أن البنوك البريطانية تفقد الودائع في ظل ضغوط متزايدة تشمل ارتفاع التكاليف التشغيلية وتزايد المنافسة من قبل البنوك الرقمية. كما تواجه هذه المؤسسات انتقادات متنامية بشأن تدني العوائد التي تقدمها لعملائها.
بيّن خبراء “يو بي إس” أن البنوك البريطانية مررت نحو 30% فقط من تخفيض سعر السياسة البالغ 100 نقطة أساس إلى المودعين، ما يزيد من فجوة العوائد مقارنة بالمصارف الرقمية.
في ظل هذه التطورات، تواجه البنوك التقليدية في المملكة المتحدة تحدياً جوهرياً في التكيف مع بيئة رقمية متسارعة، تحتم إعادة هيكلة استراتيجياتها المصرفية وتقديم عروض تنافسية تواكب تطلعات العملاء الجدد.
