تنتشر منصة الألعاب الإلكترونية “روبلكس” Roblox بسرعة هائلة بين الأطفال والمراهقين في العالم العربي، لكن ظهرت مؤخرًا موجة قلق متصاعدة بعد ملاحظة عدد من الأهالي تعرض أطفالهم لمحتوى مخيف وموترات عصبية غير مناسبة لأعمارهم، خاصة مع انتشار ألعاب ترويجية تظهر فيها الأشباح، عناصر الموت، وأجواء مصحوبة بموسيقى مثيرة للرعب وتصميمات تبث شعور القلق المنهجي.
كيف تولّد “روبلكس” الخوف المنهجي عند الأطفال؟
- تحتوي بعض الألعاب داخل روبلكس، كـ”Doors”، “Evade” و”Rainbow Friends” على سيناريوهات مبنية بالكامل على الرعب، حيث يهرب اللاعب من وحوش أو أشباح، وسط موسيقى ترتفع تدريجيًا وتراكب مؤثرات صوتية مقصودة لصناعة حالة من الترقب والخوف وإثارة الجهاز العصبي.
- تعمد بعض هذه الألعاب إلى إدخال مشاهد موت متكررة أو عبارات درامية وصور مخيفة (وجوه مشوهة، صراخ، مؤثرات وميض)، ما يزرع ببطء خوفًا داخليًا عند الأطفال خاصة دون 12 عامًا.
- رصد مختصون نفسيون حالات “خوف ليلي” وكوابيس وتجنب للنوم أو الذهاب للحمام بمفرده لدى أطفال أدمنوا هذه الألعاب لفترات طويلة، وأكدوا أن الخوف هنا قد يصبح “منهجيًا” إذا تكرر التأثر يوميًا.
تحذيرات ودور الأسرة:
- شدّد خبراء التربية الرقمية على أن روبلكس، رغم مزاياها في بناء الإبداع والبرمجة، تتطلب رقابة مباشرة من أولياء الأمور لأن آلاف الألعاب عليها غير مصنفة، ويمكن لأي طفل أن يدخل عوالم غير آمنة نفسيًا أو يخوض تحديات لا تناسبه.
- هناك ألعاب تُبنى من قبل مستخدمين (User-generated)، ولم تمرّ على رقابة صارمة، ما ينذر بوجود “مصائد رعب” أو غرف دردشة فردية يتبادل فيها الأطفال مخاوفهم وقصص الموت والأحلام السيئة.
كيف تحمي طفلك من التأثر السلبي؟
- راقب نوعية الألعاب التي يلعبها طفلك وتأكد من وجود التصنيف العمري (يفضل ألا يلعب الأطفال دون 12 سنة ألعاب الرعب أو البقاء على قيد الحياة Survival/Horror).
- فعّل خاصية الإرشاد العائلي على المنصة (Parent Controls)، وحدد ساعات اللعب وشاهد مع طفلك ما يختاره من ألعاب وشخصيات.
- تحدث مع طفلك عن الفرق بين الخيال والواقع، وطمئنه دومًا أن ما يراه في اللعبة غير حقيقي ولا يجب أن يتسلل لعالمه اليومي.
- إذا لاحظت تغيّرًا في سلوكه، مثل كوابيس متكررة أو قلق زائد، أوقف اللعبة لفترة واجلس معه ليفرّغ مشاعره، ولا تتهاون في اللجوء لاستشاري تربوي لو استمر القلق.
رسالة ختامية
منصات الألعاب الرقمية عالم ثري بالإبداع، لكنها تحمل جوانب خطرة إن تُركت دون رقابة. رعب الألعاب قد يُنتج جيلًا أكثر توترًا وهشاشة أمام مشاعر الخوف، فاحمِ طفلك بالحب والحديث والنصح اليومي، وكن حاضرًا على خط المواجهة الرقمية… فطفلك يستحق الأمان والسعادة، وليس الخوف المنهجي!