أعلنت علامة “هدى بيوتي” مؤخراً عن إيقاف تعاونها مع مؤثرة شهيرة على خلفية جدل واسع أثارته مواقفها ونشاطاتها الأخيرة المرتبطة بالقضية الفلسطينية، إذ تصاعدت الحملة عبر مواقع التواصل لمقاطعة العلامة ومنتجاتها من قبل جماهير واسعة في المنطقة. جاءت هذه الخطوة في ظل دعوات من متابعين عرب لإيقاف الدعم ووقف الشراكات التجارية مع المؤثرة، معتبرين أن نفوذ المؤثرين يجب ألا يتفوق على المبادئ الإنسانية والقيم المجتمعية، واضعين ضغطاً إضافياً على العلامات التجارية الكبرى لإعادة النظر في سياساتها.
انتشرت دعوات مقاطعة “هدى بيوتي” بشكل كبير على المنصات الرقمية مثل تيك توك وإنستغرام، حيث انتقد البعض موقف العلامة من الأحداث الجارية في غزة، بينما رأى آخرون أن قرار إيقاف التعاون يأتي نتيجة ضغوط سياسية وإعلامية أكثر منه اختلافاً في القيم التجارية. وقد أدت الحملة إلى سحب بعض منتجات “هدى بيوتي” من متاجر عالمية ودفع هدى قطان – مؤسسة العلامة – للخروج توضيحيًا لجمهورها، مؤكدة على احترام كرامة الإنسان وحقه في التعبير عن رأيه ضمن المساحة الأخلاقية والقانونية، دون المساس بحياة وحريات الآخرين.
هذا الجدل يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها العلامات التجارية في زمن يتزايد فيه تأثير المؤثرين الرقميين، وارتباط ولاء المستهلك بمواقف العلامة من قضايا أخلاقية وسياسية. لم يعد التسويق اليوم ينحصر في جودة المنتج فحسب، بل يتطلب التفاعل مع المتغيرات الاجتماعية والثقافية وتحمّل المسؤولية الأخلاقية في كل قرار تجاري.
في النهاية، تعكس هذه الواقعة أهمية الشفافية والاستجابة السريعة للمتغيرات، كما تبرز القوة المتزايدة للرأي العام في توجيه مسارات التعاون بين العلامات التجارية والمؤثرين، خاصة في ظل زخم القضايا الإقليمية والإنسانية في العالم العربي.




