رئيس إنستغرام ينفي اتهامات التجسس على ميكروفونات الهواتف

فى رئيس تطبيق إنستغرام بشكل قاطع الاتهامات المتداولة بشأن تجسس المنصة على مستخدميها عبر ميكروفونات الهواتف

فريق التحرير
فريق التحرير

أثارت الشائعات المتكررة حول قيام تطبيق إنستغرام باستخدام ميكروفونات الهواتف الذكية للتجسس على المستخدمين قلقاً واسعاً بين الملايين حول العالم، إذ شعر كثيرون أن الإعلانات التي تظهر لهم على المنصة مرتبطة بشكل مباشر بمحادثاتهم اليومية الخاصة. هذه الاتهامات ليست جديدة، لكنها عادت إلى الواجهة بقوة بعد انتشار مقاطع مصورة وتجارب فردية ادعى أصحابها أنهم تحدثوا عن منتج معين مع أصدقائهم، ثم فوجئوا بظهور إعلان عنه على حساباتهم بشكل فوري تقريباً.

وفي مواجهة هذا الجدل، خرج رئيس تطبيق إنستغرام، التابع لمجموعة “ميتا”، بتصريحات رسمية ينفي فيها بشكل قاطع تلك المزاعم، مؤكداً أن الشركة لا تقوم مطلقاً بمراقبة المستخدمين عبر الميكروفونات، وأن الأمر مجرد “خرافة رقمية” لا أساس لها من الصحة. وأوضح أن مثل هذه الممارسات لو كانت حقيقية لكان من السهل اكتشافها من خلال مؤشرات تشغيل الميكروفون على الهواتف أو من خلال تقارير الجهات الرقابية المعنية بالخصوصية.

وقال رئيس إنستغرام في مقابلة حديثة: “نحن لا نستمع إلى محادثاتكم ولا نحتاج لذلك. الذكاء الاصطناعي وتقنيات تحليل السلوك والاستخدام تغنينا عن أي محاولة لمراقبة أو تسجيل ما يقال عبر الميكروفونات. ما قد يعتقده البعض أنه تجسس هو في الحقيقة نتيجة مباشرة لقدرات الخوارزميات التي تربط بين اهتماماتكم، نشاطاتكم على الإنترنت، والمحتوى الذي يشاهده أصدقاؤكم”.

وأشار إلى أن أي استخدام للصوت داخل التطبيق مرتبط حصراً بالخصائص المعلنة مثل الرسائل الصوتية أو البث المباشر، ولا يتم تفعيله إلا بعد منح الإذن من قبل المستخدم نفسه عبر إعدادات الخصوصية. وأضاف: “لو كان هناك أي انتهاك من هذا النوع، لكان كفيلاً بتدمير ثقة الناس بنا، ونحن ندرك أن الثقة هي رأس مالنا الحقيقي”.

مجموعة “ميتا” المالكة لإنستغرام دعمت بدورها هذه التصريحات، مؤكدة أن حماية بيانات المستخدمين تأتي في صدارة أولوياتها الاستراتيجية، وأنها تستثمر مليارات الدولارات سنوياً في تطوير أنظمة متقدمة للأمان والخصوصية. ودعت الشركة جميع المستخدمين إلى مراجعة إعداداتهم بشكل دوري والتأكد من فهمهم للخيارات المتاحة فيما يخص منح الأذونات المختلفة، بما فيها الوصول إلى الكاميرا والميكروفون.

ويفسر خبراء التكنولوجيا سبب شعور المستخدمين بوجود “تجسس” بأن الإعلانات الموجهة تعتمد على كم هائل من البيانات التي يتم جمعها بشكل قانوني من أنشطة التصفح، عمليات البحث، وحتى تفاعلات الأصدقاء والشبكات القريبة. ففي كثير من الأحيان، يرى المستخدم إعلاناً عن منتج تحدث عنه شخص في محيطه، أو ربما كان قد شاهده سريعاً عبر الإنترنت من قبل دون أن يلاحظ، فيشعر أن التطبيق استمع إليه، بينما في الواقع، الأمر مجرد تطابق إحصائي متقدم بين أنماط الاهتمام.

Advertisement

هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها ميتا مثل هذه الاتهامات؛ ففي عام 2018، وقف الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ أمام الكونغرس الأمريكي لينفي بشدة أن تكون فيسبوك أو إنستغرام تستخدم الميكروفونات لأغراض إعلانية. ورغم ذلك، لا يزال الاعتقاد الشعبي واسع الانتشار بأن “المنصة تسمعك”، وهو ما يعكس أزمة ثقة عميقة بين الشركات التقنية الكبرى والجمهور.

ويرى مراقبون أن إنستغرام يحاول من خلال هذه التصريحات احتواء القلق العالمي المتنامي بشأن الخصوصية، خصوصاً في ظل التوسع الكبير في استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات وتخصيص المحتوى. ومع دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي على الخط، مثل المحادثات مع روبوتات الدردشة المدمجة، ازدادت الأسئلة حول حجم البيانات التي يتم جمعها وكيفية استخدامها، ما يجعل مهمة الشركات أكثر صعوبة في طمأنة مستخدميها.

وبينما يواصل رئيس إنستغرام التأكيد على أن “الذكاء الاصطناعي يكفي، ولا حاجة للتجسس”، يبقى التحدي الحقيقي أمام المنصة هو استعادة ثقة جمهورها، وإقناعهم بأن ما يحدث خلف الكواليس يخضع بالفعل لضوابط قانونية وأخلاقية صارمة. وحتى ذلك الحين، ستبقى هذه القضية مثار جدل ونقاش متواصل في الأوساط التقنية والإعلامية وبين المستخدمين أنفسهم.