كشفت تحقيقات دولية عن توجّه إسرائيل نحو توظيف أنظمة الذكاء الاصطناعي، بما فيها نماذج مشابهة لـ ChatGPT، لتوليد منشورات ومحتويات إعلامية تروّج لرواية الحرب الإسرائيلية على غزة وتبرر السياسات العسكرية والإعلامية. وأكدت تقارير أن وحدات النخبة مثل “8200” وطدت شراكاتها مع شركات تقنية أميركية واستعانت بخبراء وموظفين ذوي خبرة في القطاع الخاص لتدريب منصات دردشة آلية بلغات ولهجات متعددة، وضخ بيانات ضخمة من مراقبة الفلسطينيين وتحليل الاتصالات لرفد هذه الأنظمة بقدرات دعائية دقيقة وفعالة.
وأظهرت التحقيقات أن الحملات الرقمية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي جرى من خلالها إنشاء مواقع إخبارية وصحفية وهمية، ونشر آلاف المنشورات المؤيدة لإسرائيل في منصات التواصل الاجتماعي لتعزيز التأييد الشعبي والضغط السياسي عالميًا. وبينت وثائق غارديان ومجلة 972+ أن الاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي تطور ليشمل تحديد أهداف الضربات الجوية وتوسيع دائرة الضحايا استناداً لتقنيات الأتمتة وتصفية القوائم، مما يرفع خطر المعلومات المضللة والتضليل المجتمعي.
توظيف ChatGPT وأدوات الذكاء الاصطناعي
يؤكد خبراء استخبارات إسرائيليون أن نماذج اللغة الحديثة، المدربة على مجموعات بيانات ضخمة من الاتصالات الهاتفية والرسائل النصية الفلسطينية، باتت قادرة على تقديم سرديات مخصصة، والرد على الأسئلة فائقة التعقيد حول قضايا الحرب والمجتمع الفلسطيني وتغذية الرأي العام العالمي بمقاطع دعائية. وكشفت أبحاث أمنية أن أدوات مثل Stoic والبرمجيات ذات الطبيعة التنبؤية تساهم في إعادة إنتاج المعلومات والتأثير على النقاش الدائر إلكترونياً.
اتهامات وشبهات مراقبة وانتهاك الخصوصية
أثار هذا التوجه مخاوف كبيرة من الاستغلال الدعائي للذكاء الاصطناعي وفقدان الحيادية في منصات الدردشة الآلية، فضلاً عن انتهاك الخصوصية بعد جمع كميات هائلة من بيانات الفلسطينيين وتوظيفها لتضييق الخناق على النشطاء الحقوقيين ورصد الأنشطة المجتمعية والبنائية بدقة عالية، وسط غياب تنظيم دولي فعال للحد من الفوضى المعلوماتية المصاحبة لهذه التكنولوجيا.