استدعت وزارة الخارجية الإسبانية القائم بالأعمال الروسي في مدريد صباح اليوم، وذلك لتسليمه مذكرة احتجاج رسمية عقب قيام طائرات مسيّرة روسية بانتهاك المجال الجوي البولندي، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
أكدت الخارجية الإسبانية في بيان رسمي أن الاستدعاء جاء بعد تسجيل “انتهاك غير مقبول” للمجال الجوي البولندي من قبل مسيّرات روسية مساء الأربعاء، حيث عبّرت الحكومة الإسبانية عن إدانتها الشديدة لهذا التصرف الذي اعتبرته استفزازاً خطيراً يمس أمن أوروبا وسيادتها الوطنية، وطالبت السلطات الروسية بتقديم تفسير واضح وشفاف حول ملابسات الحادث.
وبالتزامن مع الخطوة الإسبانية، أعلنت هولندا أيضاً استدعاء السفير الروسي لديها، بينما نددت بولندا وأوكرانيا وليتوانيا في بيان مشترك بالحادثة واعتبرتها سلوكاً “استفزازياً وغير مسبوق”. وفي سياق متصل، طالب مجلس الأمن الدولي بعقد اجتماع طارئ لمناقشة انتهاك المجال الجوي البولندي، كما أعلنت قيادة الجيش البولندي وضع أنظمة الدفاع الجوي في حالة تأهب ونشر طائرات مقاتلة على طول الحدود الشرقية مع بيلاروسيا وأوكرانيا تحسباً لأي تصعيد إضافي.
من جانبها، رفضت موسكو الاتهامات الغربية ووصفت تصريحات وارسو بأنها “ليست جديدة”، مؤكدة على لسان المتحدث باسم الكرملين أن وزارة الدفاع الروسية أصدرت بالفعل بياناً بهذا الشأن وأعربت عن استعدادها لإجراء مشاورات إذا تطلب الأمر ذلك، دون تقديم إضافات حول الواقعة.
جاءت الحادثة وسط تصاعد التوتر الإقليمي في شرق أوروبا بالتزامن مع استمرار الهجمات الروسية المكثفة على أوكرانيا، ومع تسجيل بولندا ما لا يقل عن 19 انتهاكاً خلال الليلة الماضية بحسب رئيس الوزراء البولندي. يعتبر الاتحاد الأوروبي الحادثة “أخطر انتهاك للمجال الجوي الأوروبي منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية”، ويدعو إلى رفع مستوى العقوبات والدعم العسكري للدول المجاورة لروسيا، بينما شدد الأمين العام لحلف الناتو على جاهزية التحالف للدفاع عن كافة أراضي أعضائه.