جيل جديد.. عقلية مختلفة! كيف يغيّر شباب الصين ملامح سوق العمل والسياسات الأسرية؟

الصين تواجه أزمة ديموغرافية متفاقمة، وتجد في الجيل زد الصيني تحديًا جديدًا أمام سياسات الإنجاب وسوق العمل، وسط تكاليف معيشية مرتفعة وسلوكيات جديدة.

فريق التحرير
فريق التحرير
تحديات توظيف الجيل زد الصيني

ملخص المقال

إنتاج AI

يواجه الجيل زد الصيني، الذي يتميز بمهارات رقمية عالية وتوقعات وظيفية مختلفة، صعوبات في سوق العمل، مما يؤثر على جهود الحكومة لزيادة معدلات الإنجاب في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وتفضيل الادخار على الاستهلاك.

النقاط الأساسية

  • الجيل زد الصيني يغير سوق العمل بتوقعات جديدة وصعوبات في التواصل والالتزام.
  • الحكومة الصينية تحاول تحفيز الإنجاب بحوافز مالية، لكن التكاليف المعيشية تشكل عائقًا.
  • الجيل زد يفضل الادخار على الاستهلاك، مما يؤثر على النمو الاقتصادي المعتمد على الإنفاق.

الجيل زد الصيني يعيد تشكيل سوق العمل ويضع سياسات الإنجاب تحت الضغط

تواجه الصين أزمة ديموغرافية متفاقمة، وتجد في الجيل زد الصيني تحديًا جديدًا يعقّد جهود الدولة لتشجيع الإنجاب وتحفيز الاقتصاد. فبعد عقود من سياسة الطفل الواحد، باتت الحكومة تطلق مبادرات جديدة لحث المواطنين على زيادة المواليد، لكن الأرقام لا تزال منخفضة، والسلوكيات تتغير.

الجيل زد الصيني يدخل سوق العمل ويغير المعادلة

مع دخول الجيل زد الصيني إلى سوق العمل، تظهر تغيرات واضحة في ممارسات العمل وتوقعات الشباب. هذا الجيل، المولود بين 1997 و2012، يتصف بكونه رقميًا بالكامل، نشأ في بيئة تقنية، ويحظى بدعم مادي أكبر من عائلاته، مما ينعكس على تفضيلاته ومواقفه تجاه العمل والحياة.

الجيل زد الصيني يغيّر قواعد العمل

تشير استطلاعات إلى أن 85% من أصحاب العمل في الصين يواجهون صعوبة في التعامل مع موظفي الجيل زد الصيني. وتظهر التحديات في جوانب عديدة، أبرزها:

Advertisement
  • ضعف المهارات الناعمة مثل التواصل الفعّال، حيث يفضّل 52% المراسلات النصية على المكالمات المباشرة.
  • مشاكل في الالتزام بالمواعيد، إذ يتأخر 61% منهم بانتظام، ويفوّت 59% مواعيد تسليم المهام.
  • عدم تقبّل النقد، حيث يشعر 58% بالإهانة من الملاحظات البنّاءة، ويرفض 55% تقويم الأداء بشكل مباشر.
  • توقعات وظيفية مرتفعة، فـ 63% يشعرون باستحقاق أعلى من المعتاد، ويطلب 50% منهم تعويضات مبالغ فيها.

جهود حكومية لتحفيز الإنجاب

رغم تسجيل ارتفاع طفيف في عدد المواليد عام 2025 إلى 9.54 مليون مولود، فإن معدل الخصوبة في الصين لا يزال منخفضًا عند 1.2 طفل لكل امرأة. تسعى الحكومة لمعالجة ذلك عبر حوافز مالية وتعليمية، من بينها تقديم 3600 يوان سنويًا لكل طفل دون سن الثالثة، وتوسيع التأمين على الأمومة، وتوفير تعليم مجاني لمرحلة رياض الأطفال.

لكن هذه الجهود لم توقف الانخفاض العام في عدد السكان، الذي استمر للعام الثالث على التوالي في 2024، ليصل إلى 1.408 مليار نسمة، مع توقعات بانخفاضه إلى 633 مليونًا بحلول 2100.

تكاليف المعيشة تؤثر في قرارات الإنجاب

تشير الدراسات إلى أن متوسط تكلفة تربية طفل في الصين حتى سن 18 يبلغ 538 ألف يوان، أي أكثر من ستة أضعاف متوسط دخل الفرد. وتصل هذه التكلفة في المدن الكبرى إلى 900 ألف يوان، مما يجعل الإنجاب خيارًا صعبًا للكثير من الشباب، خاصة من الجيل زد الصيني.

Advertisement

هذا الضغط المالي، إلى جانب تحديات السكن وعدم الاستقرار الوظيفي، ساهم في انخفاض عدد الزيجات الجديدة بنسبة تفوق 20% في 2024، حيث سجلت البلاد 6.1 مليون زواج فقط.

الجيل زد الصيني يفضّل الادخار على الاستهلاك

بعكس الأجيال السابقة التي فضّلت الإنفاق، يميل الجيل زد الصيني إلى الادخار والحذر المالي. أظهرت بيانات “يو باو” أن المستخدمين المولودين بعد عام 2000 قاموا بمتوسط 20 إيداعًا شهريًا خلال النصف الثاني من 2024، ضعف المعدل المسجل في مايو من العام نفسه.

هذا التحول يقلق صناع القرار الاقتصادي، حيث يعتمد النمو المحلي على الاستهلاك. وبدلًا من شراء السلع، يفضل شباب الجيل زد الاستثمار في التجارب مثل التخييم والسفر والموسيقى.

إمكانات كامنة رغم التحديات

ورغم التحديات السلوكية، فإن الجيل زد الصيني يتمتع بإمكانات عالية، خاصة في التكنولوجيا والابتكار. فهم الأكثر وعيًا بالبيئة، والأكثر مرونة في تبني الحلول الجديدة. ومن هنا، ترى الشركات والحكومات أنه من الضروري فهم هذا الجيل بعمق لبناء مستقبل اقتصادي واجتماعي أكثر استقرارًا.

Advertisement