احتج آلاف من اليهود الحريديم أمام قنصلية تل أبيب في نيويورك يوم 18 أكتوبر 2025، رفضًا لما وصفوه بـ”الاضطهاد الديني والتجنيد الإجباري في الجيش الإسرائيلي”. نظم هذه المظاهرات “المؤتمر الحاخامي المركزي” بمشاركة حاخامات من جماعة ساتمار الحسيدية وقادة الجاليات الحريدية في الولايات المتحدة. حمل المتظاهرون لافتات مناهضة لإسرائيل ودعوا إلى إنهاء الحروب والتمييز ضد اليهود الحريديم. واتهموا السلطات الإسرائيلية بشن غارات ليلية على الأحياء الحريدية واعتقال طلاب المدارس الدينية الرافضين للتجنيد.
تصاعد ااحتجاجات الحريديم
شهدت الاحتجاجات تصاعدًا قويًا بعد قرار المحكمة العليا الإسرائيلية في يونيو 2024 إلغاء الإعفاء التلقائي للحريديم من الخدمة العسكرية، مما أدى إلى تعليمات صارمة للجيش ببدء تجنيدهم وسط الحاجة المتزايدة للقوات العسكرية بسبب الحرب على غزة. ردًا على ذلك، هددت الأحزاب الحريدية بالانسحاب من الائتلاف الحكومي وإسقاط الحكومة إذا لم يصدر قانون يضمن استمرار إعفاء طلاب المعاهد الدينية من الخدمة العسكرية.
مواجهات واعتقالات في الداخل الإسرائيلي
شهدت عدة مدن في إسرائيل، خاصة ذات الأغلبية الحريدية، مظاهرات واحتجاجات عنيفة تخللها إغلاق طرق رئيسية ورشق قوات الأمن بالحجارة، مع إصابة عدة شرطيين واعتقال محتجين. استخدمت الشرطة وسائل مثل خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، بينما استمرت المظاهرات في التعبير عن رفض الخدمة العسكرية القسرية.
الآثار السياسية والاجتماعية
يمثل موضوع تجنيد الحريديم أزمة سياسية حادة، إذ أظهرت التهديدات بالانسحاب الحكومي مدى حساسية القضية وتأثيرها على استقرار الحكومة الإسرائيلية. كما تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة بين الحاجة الأمنية الملحة وتحديات التوافق مع الجماعات الدينية المتمسكة بإعفاءات خاصة من الخدمة العسكرية.
بهذه الصورة، تعكس الاحتجاجات الحالية الصراع المعقد بين متطلبات الأمن القومي وحقوق الطوائف الدينية في إسرائيل، وسط تحديات متزايدة في ملف التجنيد الإجباري