انتشلت فرق الإنقاذ في السودان 370 جثة من تحت أنقاض الانزلاق الأرضي الهائل الذي ضرب قرية ترسين في منطقة جبل مرة بإقليم دارفور، وذلك في واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي يشهدها السودان في السنوات الأخيرة.
ضرب الانزلاق الأرضي القرية الجبلية النائية مساء الأحد إثر أمطار موسمية غزيرة أدت إلى انهيار التربة البركانية الهشة، مما أسفر عن دمار كامل للمنازل والأراضي الزراعية ودفن معظم سكان القرية تحت الصخور والركام. وبحسب تقديرات محلية وأممية، فإن عدد الضحايا قد يتجاوز الألف شخص، إذ يصعب الوصول للعديد من الجثث التي ما زالت عالقة تحت الأنقاض أو جرفتها المياه إلى مناطق بعيدة، فيما لم ينجُ من سكان القرية سوى شخص واحد فقط حسب المصادر الأولية.
تواجه فرق الإغاثة تحديات هائلة في عمليات البحث والانتشال بسبب وعورة التضاريس، نقص المعدات، واستمرار هطول الأمطار، الأمر الذي يعيق جهود الوصول إلى المناطق المنكوبة. وتناشد السلطات وحركة جيش تحرير السودان بزعامة عبد الواحد نور، التي تسيطر على المنطقة، الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لتقديم دعم إنساني عاجل وسط تحذيرات من تفاقم الأوضاع الصحية وانتشار الأمراض نتيجة لتحلل الجثث ونقص الإمدادات الطبية.
صدى الكارثة والدعوات للنجدة
وصفت حركة تحرير السودان الكارثة بأنها غير مسبوقة بالمنطقة، كما أعلنت السلطات السودانية تعبئة جميع الإمكانيات الممكنة لدعم المتضررين، في حين أجمعت منظمات الإغاثة على ضرورة التدخل الدولي السريع، خاصة أن المنطقة معزولة وتعاني أصلا من تداعيات النزاعات المسلحة والصراعات الدائرة في دارفور.