أعلن البنتاغون رسمياً إنجاز التصميم الأولي لمنظومة الدفاع الصاروخي الأميركية الجديدة “القبة الذهبية”، بعد أشهر من الدراسات الهندسية والعروض التقنية، في إطار خطة طموحة تهدف لحماية الولايات المتحدة من تهديدات الصواريخ العابرة للقارات والأسلحة فائقة السرعة. ويمثل المشروع أحد أكبر برامج الدفاع في تاريخ الولايات المتحدة، إذ يتضمن منظومة رباعية الطبقات: طبقة فضائية وأخرى أرضية إضافة إلى 11 بطارية قصيرة المدى موزعة بين الولايات والبر الرئيسي وألاسكا وهاواي.
ورغم الإعلان عن تفاصيل التصميم، رفض البنتاغون كشف التكلفة النهائية بشكل صريح، واكتفى بتأكيد أن الكونغرس خصص 25 مليار دولار لهذا العام و45.3 مليار دولار ضمن ميزانية 2026، في حين أشارت تسريبات إعلامية إلى أن التكلفة الإجمالية قد تصل إلى 175 مليار دولار على الأقل، بينما قُدِّر نطاق الإنفاق المستقبلي بما يفوق 500 مليار دولار إذا تم تضمين طبقة الأقمار الصناعية ونشرها على مدى عقدين.
وتعود أسباب إخفاء تكلفة المشروع النهائية، وفق مسؤولين في وزارة الدفاع، إلى استمرار عمليات التدقيق المالي وضبابية الاحتياجات النهائية للنظام، مثل عدد القاذفات والمحطات الأرضية والصواريخ الاعتراضية المطلوبة، فضلاً عن اعتماد جزء كبير من التنفيذ على شراكات تقنية مع شركات مثل “سبيس إكس” و”لوكهيد مارتن” و”إل3 هاريس”.
ويهدف نظام “القبة الذهبية” إلى اعتراض الصواريخ في مرحلة الدفع المبكر بفضل مئات الأقمار الصناعية وأنظمة الرادار المطورة، مستلهماً بعض التقنيات والدروس من “القبة الحديدية” الإسرائيلية لكن بمقياس وطبقات أعلى وأشمل، حسب تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عند اعتماد التصميم في مايو الماضي.
ومن المقرر أن يقود المشروع الجنرال مايكل غويتلاين من سلاح الفضاء الأميركي، حيث أُسند إليه تشكيل الفريق الفني وتقديم خطة التنفيذ خلال 120 يوماً، على أن تبدأ مراحل البناء الكبرى مع نهاية 2026، وفق مذكرات رسمية اطلعت عليها الصحافة الأميركية.
ويلقى المشروع جدلاً كبيراً في الكونغرس، حيث يخشى مشرعون من تضخم التكلفة النهائية، مقابل تأكيدات البيت الأبيض أن المشروع يمثل “حصن الولايات المتحدة الأول” ضد تهديدات الصين وروسيا وتطور القدرات الصاروخية عالمياً.