طالب حلف شمال الأطلسي “الناتو” روسيا بشكل رسمي بوقف انتهاك الأجواء في منطقة الخاصرة الشرقية للحلف، عقب سلسلة من الحوادث الجوية التي شملت دخول طائرات روسية إلى المجال الجوي لإستونيا وبولندا ورومانيا خلال الأسبوعين الماضيين، ما اعتبره الحلف تهديداً مباشراً للأمن الأوروبي وتصعيداً غير مقبول.
شهدت منطقة البلطيق اختراق ثلاث طائرات روسية مقاتلة من طراز ميغ-31 للأجواء الإستونية لمدة 12 دقيقة، ما دفع الناتو إلى إرسال مقاتلات إيطالية وسويدية وفنلندية لاعتراض الطائرات الروسية وإجبارها على التراجع. تزامن ذلك مع تحليق نحو 20 مسيّرة روسية فوق المجال الجوي البولندي، حيث تم إسقاط بعضها، وشكاوى مماثلة من رومانيا بشأن طائرات مسيّرة.
تصريحات الناتو وردود الفعل
أعرب الأمين العام للناتو مارك روته خلال بيان عاجل عن رفض الحلف القاطع لهذه الانتهاكات، داعياً موسكو إلى احترام القانون الدولي والكف فوراً عن أي تحركات جوية غير مصرح بها فوق أراضي الأعضاء الشرقيين. كما أكد أن الحلف يتخذ كافة الإجراءات اللازمة لتعزيز الدفاعات الجوية في تلك المناطق عبر عملية “الحارس الشرقي”، التي انطلقت في سبتمبر لتعزيز المراقبة والردع على الحدود الشرقية.
المواقف الإقليمية والدولية
تصاعدت حدة المواقف بعدما طلبت إستونيا رسمياً مشاورات مع الحلف بموجب المادة الرابعة من معاهدة الناتو، والتي تتيح لكل عضو استشعار خطر داهم والدعوة للتشاور واتخاذ تدابير مشتركة. من جانبه، هدد وزير الخارجية البولندي بإسقاط أي طائرات روسية تخترق المجال الجوي للناتو مستقبلًا. أما روسيا فقد نفت رسمياً صحة الاتهامات الأوروبية ووصفتها بأنها “لا أساس لها”، مؤكدة أن طائراتها حلّقت فوق المياه الدولية دون انتهاك حدود أي دولة.