قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن الوضع الإنساني في غزة بلغ مستويات مروعة، مشيرًا إلى أن “المشاهد المفزعة لا تتوقف”، ومؤكدًا أن الشعب البريطاني يشعر بالاشمئزاز من المعاناة المستمرة في القطاع.
وفي تصريحات إعلامية، شدد ستارمر على أن صور الجوع واليأس، وحرمان الأطفال والرضع من المساعدات، تمثل مشهدًا لا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال، تمامًا كما هو الحال مع استمرار احتجاز الرهائن.
وأضاف: “لقد قتل مئات المدنيين خلال محاولتهم الوصول إلى المساعدات، وهناك أطفال فقدوا حياتهم أثناء جمع المياه.. إنها مأساة إنسانية يجب أن تتوقف فورًا”.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن بريطانيا قدمت مساعدات بملايين الجنيهات لقطاع غزة، وأعلنت هذا العام عن دعم إضافي بقيمة 40 مليون جنيه إسترليني، إلا أن تلك المساعدات لا تصل إلى مستحقيها، وهو ما يدفع الحكومة إلى تكثيف جهودها وتسريع عملية إجلاء الأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية طبية حرجة، تمهيدًا لنقلهم إلى المملكة المتحدة لتلقي العلاج اللازم.
وفيما يتعلق بعمليات الإغاثة الجوية، أوضح ستارمر أن سماح إسرائيل للدول بإسقاط المساعدات جواً جاء “متأخرًا للغاية”، مضيفًا: “نقوم الآن بتنسيق عاجل مع السلطات الأردنية لنقل المساعدات البريطانية جوًا إلى غزة، ونعمل على توسيع هذا المسار”.
وأكد ستارمر أن الحكومة البريطانية تعمل مع شركائها الدوليين على صياغة مسار سياسي نحو السلام، يتضمن خطوات عملية يمكن أن تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة من يعانون، ويهدف في نهاية المطاف إلى تحويل وقف إطلاق النار الضروري إلى سلام دائم.
وشدد على أن “الاعتراف بالدولة الفلسطينية يجب أن يكون جزءًا من هذا المسار”، موضحًا أن الاعتراف يجب أن يتم في إطار خطة أشمل تقود إلى حل الدولتين، وتضمن الأمن الدائم لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين.
وختم بالقول: “إعادة بناء دور بريطانيا على الساحة الدولية يمكّننا من حشد الجهود العالمية نحو أهداف حقيقية وحلول ملموسة، ويجب أن يظل تحسين حياة المتضررين من النزاع هو الهدف الأساسي”.