استدعت وزارة الخارجية البولندية، الأربعاء، القائم بالأعمال الروسي في وارسو احتجاجًا على اختراق طائرات مسيّرة المجال الجوي البولندي خلال هجوم روسي واسع النطاق على غرب أوكرانيا مساء الثلاثاء. وأكدت الوزارة أنها نقلت للجانب الروسي احتجاجها الرسمي وطالبت بتفسير مفصل للانتهاك، بينما لم تقدّم بولندا حتى اللحظة أدلة مادية تؤكد أن المسيرات التي أسقطتها كانت فعلاً روسية المنشأ، حسب ما أوضحه القائم بالأعمال الروسي المؤقت أندري أورداش.
تزامنت خطوة الاستدعاء مع بيان حاد أصدرته الحكومة البولندية وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، اعتبرا فيه اختراق المسيرات تهديداً خطيراً للأمن القومي، فيما شدد رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك على أن بلاده “مستعدة لصد أي استفزازات روسية” مطالباً المجتمع الدولي باليقظة. في المقابل، رفضت موسكو الاتهامات، مشيرة إلى أن بولندا لم تقدم دليلاً قاطعاً على ضلوع الجانب الروسي مباشرة في الحادث.
شهدت الأزمة ردود فعل غاضبة من قادة أوروبا، حيث أدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر انتهاك الأجواء البولندية، وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين التزام الاتحاد بدعم بولندا وحماية حدود القارة. كما دعا حلف الناتو إلى تعزيز التشاور الدفاعي وأعلن استمرار التحقيق في ملابسات الهجوم، مجدداً التأكيد على الدفاع عن كامل أراضي أعضائه.